عنوان هذه المقالة المختصرة مقتبس من عنوان مذكرات الفريق الطبيب يوسف القسوس، الذي بدأ حياته الطبية جنديًا في القوات المسلحة الأردنية والخدمات الطبية الملكية ومدينة الحسين الطبية.
تقاعد الدكتور القسوس برتبة فريق بعد مسار حياة عملية حافلة بالعطاء من مديرًا لمركز الملكة عليا لأمراض وجراحة القلب ومديراً لمدينة الحسين الطبية ثم مديرًا للخدمات الطبية الملكية.
مادفعني إلى كتابة هذه المقالة سفر جلالة الملك عبد الله الثاني لإجراء عملية جراحية في ألمانيا وصاحب جلالته في رحلته العلاجية المقدم الطبيب عبد الكريم اللوزي من كوادر مدينة الحسين الطبية.
نهنيء جلالة الملك عبد الله الثاني على سلامته ونجاح عمليته الجراحية ونفتخر ونعتز بكوادر مدينة الحسين الطبية.
إن مدينة الحسين الطبية صرح طبي وعلمي يفتخر به كل أردني مدني وعسكري، حيث تم تشييدها في عهد المغفور له الحسين بن طلال –طيب الله ثراه-، وتم افتتاحها بتاريخ 14/08/1973، وكان جلالة المغفور له يريد أن يجعل الأردن مقصدًا علاجيًا لكافة الإقليم ومن كل حدب وصوب. وتنفيذًا لتوجيهاته آنذاك إعداد وتأهيل الكوادر الطبية في مختلف التخصصات لمسايرة التقدم العلمي في الدول المتقدمة؛ الأمر الذي أولى الخدمات الطبية الملكية أهمية خاصة من خلال ابتعاث أطباء إلى أرقى المراكز والمعاهد والمستشفيات العالمية لاكتساب العلوم الطبية وخبرات الدول المتقدمة لتوظيفها في تقديم أفضل رعاية طبية ممكنة للمواطنين.
تبوأت مدينة الحسين الطبية مركزًا مرمموقًا وإقليميًا وعالميًا، وكان المغفور له الحسين الباني يعتز بها كثيرًا حتى أنه كان يضع في برامج الشخصيات التي تزور الأردن زيارة مدينة الحسين الطبية.
تشتمل مدينة الحسين على مرافق عديدة تم إنشاؤها في عهد المغفور له الحسين الباني مثل مستشفى الحسين ومركز الملكة عليا وأمراض جراحة القلب ومراكز التأهيل الملكي.
وفي عهد جلالة الملك عبد الله الثاني تم إنشاء مركز الأمير حسين لجراحة المسالك البولية وزراعة الأعضاء، ومستشفى الملكة رانيا للأطفال وهناك العديد من برامج التطوير كمشروع مركز الأميرة إيمان بنت عبد الله الثاني في البحوث والعلوم المخبرية ومركز الأمير حسين لأمراض وجراحة الكلى وزراعة الأعضاء، والعديد من الكليات نذكر منها كلية الأميرة منى الجامعية للتمريض التي تم ربطها بجامعة مؤتة وكلية المهن الطبية الملكية للمهن الطبية المساندة وكلية العلاج الوظيفي.
وبذلك أصبحت مدينة الحسين الطبية مركزًا طبيًا على مستوى عالٍ من التقدم ونأمل أن يتم المحافظة على سمعتها ورفدها بالكوادر المؤهلة والاستمرار في ابتعاث الأطباء إلى المراكز الطبية العالمية لتأهيلهم واكتساب المهارات الطبية الحديثة.
نفتخر ونعتز بهذا الصرح الطبي العظيم الذي وصفه المغفور له الحسين " إنها إحدى الدرر في إنجازات الأردن الحديث".
ما تقدم اختصار شديد لما تضمنته مذكرات الدكتور يوسف القسوس تحت عنوان " بين الجندية والطب" رحلة عمر .. مسيرة وطن.
وتتضمن هذه المذكرات معلومات وأحداث مضيئة في مسيرة الوطن ومدينة الحسين الطبية .
حفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعزز لمسيرة المغفور له الحسين بن طلال.