الخيارات الأردنية في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية
مأمون مساد
19-04-2022 11:05 AM
تكرر اسرائيل محاولات خرق وفرض واقع مختلف على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها متناسية أن القدس الشرقية أرض محتلة، السيادة فيها للفلسطينيين والوصاية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية اردنية تاريخية ، ومسؤولية حماية المدينة دولية، وأن الممارسات الصهيونية مرفوضة وغير مقبولة شرعيا وقانونيا وانسانيا .
ولعل حساباتهم في كل مرة تأتي مغايرة لحسابات الواقع الذي يفرضه رباط اهلها وفي حرمها الشريف ، إضافة إلى الدور المحوري الذي يقوده الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني على وجه الخصوص بدء من دعم مواقف الصمود اللامتناهية ماديا ومعنويا ودبلوماسيا ، فجلالة الملك يمتلك مفاتيح الضغط الدولي بخطاب العقل العالمي من خطورة الإجراءات احادية الجانب بخلق توتر غير محسوب على الارض، وخطاب العالمين الإسلامي والعربي بالتصدي للمحاولات الصهيونية العبثية ، وضرورة قيامهم بواجباتهم ومسؤولياتهم الإنسانية والإسلامية والعربية .
اسرائيل تعرف بقرارة نفسها أن حجر العثرة الدائم لها هو الأردن، الذي لم تستطع عبر السنوات الطويلة من تغيير مواقفه ، وإيقاف دعمه للحق الإسلامي والمسيحي ،والحق الفلسطيني والعربي في القدس والمقدسات ، وعبثا ضغطت سياسيا واقتصاديا لكنها لم تفلح بذلك امام انسجام الموقفين الرسمي والشعبي، وهذا الانسجام يشكل ركن اساسي من نقاط القوة والمواجهة الأردنية للمخططات الإسرائيلية، التي تعاني من هشاشة في تركيبة الائتلاف الحكومي فيها ، وهنا يبرز القراءة العميقة في اتصالات اردنية ربما تكون قادمة مع أطراف في الائتلاف سيكون لهم أثر واضح في ايقاف الخروقات الأخيرة.
حراك الاتصالات الأردنية لجلالة الملك من ألمانيا حيث يقضي فترة نقاهة بعد العملية الجراحية الأخيرة أعطت زخما وحضور ا لتسليط الضوء على الانتهاكات وضرورة ايقافها ، وتستمر عمان في الحضور من خلال جهد دبلوماسي تكميلي حيث يعقد الخميس اجتماعا طارئا للجنة وزارية عربية لبحث "التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى وسبل التصدي له ،يضم الأردن، تونس والجزائر والسعودية وفلسطين وقطر ومصر والمغرب والإمارات، وهذه اللجنة مُكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسيات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة ، واعتقد جازما أن الدرس سيكون مكررا لإسرائيل أن القدس والمقدسات خط أحمر يجب احترامه وعدم الاقتراب منه.