نتابع على مدى الأيام الماضية تصريحات من هنا وهناك تتحدث عن تنبؤات تشبه على الأغلب التي نشاهدها بداية كل عام عبر الفضائيات للمنجمين ونقول كذب المنجمون ولو صدقوا ولكن الأمر مختلف قليلا مع تصريحات خارجة من رجال دولة تصنف انها من العيار الثقيل وطبعا هذه التصريحات أكتسبت صفة القداسة عند هواة اللطم ولو كانت التصريحات ايجابية لما أصبحت حديث الساعة وبرز المشككين من كل فج عميق يعملون على دراسة كل حرف ورقم والتصدي لتلك الرواية ولكن لم أجد حتى الان من يقف ويفند هذه التصريحات وينتقدها بشكل تفصيلي وواضح خاصة من المتخصصين في الدولة والذين كتب بعضهم بطريقة خجولة وتحت عذر الخجل من دولته وهو رجل دولة من العيار الثقيل.

في الحروب والازمات تختفي الجريمة ويتكاتف الجميع ويظهر معدن الرجال وخاصة أصحاب الخبرة والتاريخ في العمل العام والذين نبتت كتوفهم من خير البلد ليقدموا الحلول ويدعموا الروح المعنوية للشعب والسلم المجتمعي ويدفعوا بخبراتهم لخدمة الوطن والذود عنه وليس اللطم والعبث وتعكير المزاج العام ودعوة الجميع الى موائد السوداوية والخوف والفزع.

الأردن لن يفلس لأنه بلد الرحمة وملاذ الملهوف وقيادتة حكيمة ومتزنة ومتمرسة في التعامل مع الامواج والعواصف والأردن مسيج بالشرفاء والافياء على الحدود وشعبه الوفي الطيب الذي حمل الأمة ومصائبها عبر عقود وكان وحيدا في وجه صفقة القرن ولم يهن ويستكين أبدا، واقتصاد الأردن منيع ويسجل نمو وقادر على التعافي والنهضة وفي جعبة الأردن الكثير بعد ولكن الإفلاس احيانا يكون في الرجال وليس في المال وهذا والله أعظم واشد ألما علينا من إفلاس المال خاصة أن المال ان وجد قيادة متزنة ومناخ أمن وبيئة وبنية استثمارية ناضجة فأنه لن يغادر عكس البعض الذين وجدوا الاحترام والتقدير والتقاعد الكريم والكرامة ولكن غاب بعضهم دهرا وعاد ينطق كفرا.