امسية اربد الرمضانية .. ومشاركة الرئيس
د. صبري ربيحات
18-04-2022 01:57 PM
حتى نهاية الاسبوع الذي مضى لم يكترث احد للبرنامج الترفيهي الذي اطلقته الحكومة تحت مظلة وزارة الثقافة وتكاتفت على دعمه وزارتي الداخلية والثقافة كامسيات رمضانية يومية لهذا العام.. البرنامج جزل ومكثف وهادف ومرهق ويحتاج الى متطلبات وشروط استثتائية لانجاحه وتوطينه ولتحقيق غاياته المتنوعة والمتشابكة.
لو لم ينشر الفيديو الذي ظهر فيه رئيس الحكومة وهو يشارك بعض الوزراء واعضاء كوادر العمل في محافظة اربد الدبكة لمر البرنامج الذي اصبح اولوية من اولويات عمل الحكام الاداريين ومدراء الثقافة وربما الحكومة دون ان يلتفت اليه احد
البرنامج الترفيهي جاء على عجل فقد انشغلت الكوادر والمدراء والمثقفين في ترتيب الفقرات قبيل حلول رمضان المبارك بيومين واصبح الجميع تحت ضغط التنفيذ ضمن مخصصات مالية جرى توفيرها على عجل.
ايا كانت تقييماتنا للحدث ومواقفنا من التسلية والترفيه ومن كونها اولوية في هذا التوقيت ام لا.. فإن ظهور الرئيس في الدبكة لم يكن ترفا ولا زهزة كما حلى للبعض ان يراه بمقدار ما كان مناسبة ليرسل من خلاله رسالة الى الجميع حول اهتمامه شخصيا بالبرنامج ودعوته للاجهزة الادارية بضرورة تنفيذه واخذه على محمل الجد فالرجل مهتم به وهو يحظى باولوية بالغة.
في كل محافظة يتلقى القائمون على فعاليات البرنامج الاستفسارات اليومية عن كيفية سيره ومدى الاقبال على الانشطة الامر الذي دفع بالجميع الى بذل قصارى جهدهم لتنفيذ الفعاليات واخراجها على افضل ما تسمح به الظروف.
لا اظن ان الرئيس كان يدبك طربا ولا اعتقد انه من هواة الدبكة او كان غاويا استعراض فنونها في تلك الليلة الربداوية بمقدار ما كان يحاول ايصال الرسالة المتعلقة باهمية هذا البرنامج الحكومي واهمية دعمه والالتزام بتنفيذه.
لسنوات طويلة لا احد يهتم كثيرا بالفن ولا بحاجات الترفيه والترويح وهذه المرة جاء المقترح الحكومي بادخال هذا المكون وتوفير بعض التمويل له والعمل بين كافة الاجهزة على توفير ما يلزم له.
ظهور دولة الرئيس اعطى للبرنامج شهرة اوسع وارسل للمحافظين والادارات المحلية رسالة ضمنية مفادها ان الحكومة معنية باقامة الفعاليات وتطالبكم القيام بكل ما بوسعكم لتحقيق مبتغاه.
الجدل الذي دار بين المنتقدين لما قام به رئيس الحكومة والمؤيدين لظهوره في حلقة الدبكة اخذ ابعادا اخرجت الموضوع عن سياقه فليس مطلوب من الرئيس ان يمتلك مهارات ابو خالد الخطيب الفنية ولم يقدم الرجل نفسه على انه سادن للفن او خبيرا في التراث والفلكلور العربي.. كل ما قام به الرجل لا يعدو مشاركة رمزية تؤشر على اهمية التسلية والترفيه في هذا الشهر الرمضاني المقلق محليا والملتهب فلسطينيا واقليميا وعربيا ولكي لا ننشغل في تفاصيل ما حولنا.
بالنسبة لي اعتقدت ان ما قام به دولته مهما واتمنى مزيدا من التفاعل والمشاركة من قبله مع كل ما يقوم به الناس في كل الاماكن رمزيا وفعليا.
صحيح ان رمضان شهر للعبادة وطلب المغفرة لكن صوت المجوز والارغول والحركة الجماعية الرشيقة تبعث علي الفرح والبهجة والتفاؤل.