انتقاد المسؤول حلال أم حرام ؟!
عبدالحافظ الهروط
17-04-2022 03:16 PM
يجيز بعض أصحاب أقلام التدخل السريع لأنفسهم بالدفاع عن المسؤول بكل أشكال "المرافعات" وقد برروا السقطات المتلاحقة للمسؤولين هنا وهناك.
من حق المواطنين أن ينتقدوا المسؤول الذي وضع على أكتافهم أطناناً من المنغصات وضنك المعيشة وجعل رؤوسهم تموج بهموم الدنيا، حتى استكثر عليهم دخول مطعم شعبي أو دخول محل خضار بإسم "التهافت" مع أن كل ما يملكه المواطن العادي - إن كان موظفاً أو متقاعداً- لا يتجاوز ٥٠٠ دينار في أغلبية الرواتب.
أما السوط الذي جلد به المسؤول ظهر المواطن بالضرائب وغلاء الأسعار وارتفاع رسوم المؤسسات التعليمية وأجور العلاج الطبي وصولاً الى عذابات المواصلات وأكلاف الحياة، الأخرى، فهذا مسكوت عنه!.
من يتسلّم المسؤولية عليه أن يتحمّل النقد، ولا تُفسّر كل كلمة توجّه له، بأنها تنمّر عليه أو أغتيال لشخصيته الفذة.
المزاج العام للمواطن الاردني وما يحدث في الاردن من اعتداءات وسطو وانتحار وتعاط للمخدرات، وإن كانت جميع هذه الظواهر المرفوضة، فردية، فإن هذا المزاج لم يكن ترفاً لو لم تكن هناك ظروف وهناك قصور من قبل المسؤول في ايجاد حلول وتطبيق للقانون والتعامل بعدالة في التعيينات والتنفيعات لناس دون غيرهم من أصحاب الحقوق والحاجة.
لسنا في خوض ومناقشة مسألة دينية لنقول أن انتقاد المسؤول من قبل المواطن حلال أم حرام، بقدر ما نقول أن المسؤولية يجب أن تكون حقة، وأن المزاج العام للناس يجب مراعاته، اذ لا يحوز أن نرقص على أوجاعهم ونشيع الفرح في "بيت العزاء"، بذريعة التخفيف عليهم من وطأة وظروف الحياة وجائحة كورونا!.