الديموقراطية شكل من أشكال الحكم التشاركي بحرية مسؤولة لجميع المواطنين، وتكون المشاركة بطرق مباشرة أو غير مباشرة، فهي تعبير عن نظام اجتماعي ثقافي أخلاقي سلوكي يقوم على احترام المواطن واحترام التعددية. ويعيش أقل من نصف سكان المعمورة، (7,2) مليا نسمة تقريباً، في ظل نظم ديموقراطية متباينة؛ أما الباقي فيعيشون في نظم شتىّ ما بين الشمولية والاستبداية والديموقراطيات الهشّة، وكل يسعى إليها أو يدعي تطبيقها بمعاييره ومفاهميه الخاصة. فثمة نظم سياسية عديدة كانت تدعي الديموقراطية ولكنها إنهارت أمام تلك الإدعاءات.
*تلتقي معظم الدراسات في الديموقاطية عند أهداف مشتركة: مثل تحقيق الأمن المجتمعي، والتعايش المشترك والسلمي بقيم الصدق والأمانة والخلق وإحترام مقدراته وإتخاذ قراراته المصيرية، وذلك حفظاً لمبادىء حقوق الانسان، والعدالة الإجتماعية، والكرامة الإنسانية.
*بناء النهج الديموقراطي:
من أجل الوصول إلى ديموقراطية متجذّرة في الأفراد والجماعات والمؤسسات، فأن إيجاد برنامج محكم في الأهداف والأساليب يشمل مختلف قطاعات المجتمع، العامة والخاصة والمدنية، ويتكون من عناصر أساسية، يمكن أن يكون من أهمها:
-التربية الديموقراطية ، وذلك يتطلب خطة عملية لتجذير قيم الديموقراطية في تكوين الفرد المواطن او الشخصية الديموقراطية، فقد قيل (لا ديموقراطية بلا ديموقراطيين). فالإعداد المجتمعي للديموقراطية عملية طويلة المدى تؤدي إلى التحوّل الديموقراطي التنموي.
*ثقافة الديموقراطية، وتعنى نشرها في الواقع الإجتماعي المعاش، وإيجاد البيئا الحاضنة للديموقراطية في المؤسسات الثقافية والإجتماعية والسياسيةـ، وإيجاد برامج تثقيفية لمختلف مكونات المجتمع من الشباب والكبار والمرأة وتمكينهم من الاستيعاب الواعي لمفاهيم الديموقراطية وأهدافها ومبادئها.
*الإعلام الديموقراطي، ويتطلب ذلك توجيه الإعلام الرسمي بشكل خاص، والمجتمعي بشكل عام، وبطرق غير مباشرة، لإيجاد رسائل اعلامية قوامها الوضوح والشفافية، وإحترام الرأي الآخر، والحوار الإيجابي المعروف باللاعنف.
*بين الفكر والتطبيق
إن البوْن شاسع بين النصُوص في التشريعات والدساتير من جهة، وبين التطبيق في الحياة الوقعية، إجتماعياً وثقافياً وسياسياً من جهة أخرى، وتتحمل المؤسسات العامة والخاصة والمدنية مهمة التجسير ما بين الفكر والواقع.