facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




انواع جديدة من السياحة في المئوية الثانية للمملكة الأردنية الهاشمية


أ.د محمد وهيب
17-04-2022 10:05 AM

تتمتع ارض المملكة الاردنية الهاشمية بالكثير من المزايا النادرة، فالأردن بلد مميز في كثير من المجالات وخاصة الجيولوجيا والجغرافيا والمناخ وله بيئة طبيعية ساحرة وخلابة، والاردن من ابرز بلدان المشرق السياحية المميزة في كافة فصول السنة، وتتعدد فيها المصايف والمشاتي، والينابيع الطبيعية والغابات والصحاري والشواطئ، ولها من الاقاليم المناخية ما يميزها بالانتقال السريع بين هذه الاقاليم، كما ويتنوع الارث الحضاري فيها بحيث يصعب منافسته من اي دولة اخرى في العالم.

ارض الأردن تتوفر فيها مواطن الاستقرار المبكر في العالم من حيث اضخم واقدم القرى الزراعية في خربة الودعة وعين غزال في وادي الزرقاء، وعين جمام وبسطه في راس النقب، وأضخم مدن العصر الحجري النحاسي في تليلات غسول، واستمر تميز الارث الحضاري خلال العصور البرونزية وظهور ديار النبي لوط، ثم العصور الحديدية واكتشاف الممالك العمونية، المؤابية، والادومية ، ليستمر الاردن منفردا بارثه الحضاري خلال العصور الهلنستية وخاصة قصر عراق الامير الذي لا شبيه له في العالم، وصولا الى مدن الحلف العشر في شمال المملكة ووسطها، ومن ثم ايقونة العالم الجميلة البترا المتفردة بهندسة عمارتها وتجارتها، ومن ثم الى العصر البيزنطي واكتشاف موقع عماد السيد المسيح على ارض الوئام الاردنية، ليبلغ الارث الحضاري عظمته في العصور الاسلامية وها هي المدن والقصور والمساجد في الارياف والبادية الاردنية تخبرنا عن حجم المحبة التي حظي بها تراب الاردن الطهور عبر العصور، هذه المصادر الغنية الثرية مهدت لظهور انواع جديدة من السياحة، ولم تعد انواع السياحة التقليدية سوى الاساس الذي ننطلق منه نحو انواع جديدة من السياحة في المئوية الثانية للدولة الاردنية، ذلك ان التجديد والتطوير والتحديث اصبح امرا ملحا للدخول الى منافسة شديدة في كل الاتجاهات ليصبح المنتج الاردني مطلوبا على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.

نمتلك اليوم مخرجات عديدة من نتائج البحث العلمي والاكتشافات الميدانية والريادة والابتكار في مجال السياحة والاثار ونمتلك رؤيا ثاقبة ولدينا من الاستراتيجيات الكثير الامر الذي يدفع باتجاه توجيه البوصلة الى الانواع الجديدة من السياحة لنبني عليها مستقبلا من الاقتصاد والاجتماع الذي سينعش قطاعات ضخمة مرتبطة ومتداخلة، وهنا لا بد من استعراض العديد من المصادر الجديدة التي اصبحت ظاهرة للعيان ومنها اكتشاف سور الاردن العظيم الذي يمتد على مساحة يبلغ طولها 150 كيلومتر ومن حوله الابراج والحصون والمصائد والقرى والمدن التاريخية وهو بحق ثاني اطول سور في العالم بعد سور الصين، ثم اننا نذهب الى البادية الاردنية ليظهر لنا سياحة مثلث الصيد المشتمل على قصير عمره الذي يصور على جدرانه اساليب ومناهج الصيد القديم، ومن ثم محمية الشومري التي يعيش فيها الحيوانات التي كانت تعيش في العصور التاريخية، وايضا مصائد البادية الحجرية التي تركها لنا الاجداد كشاهد حي على تقنيات التحدي والصمود والديمومة في الاعتماد على البيئة المحلية، اما سياحة الابنية الغامضة فحدث ولا حرج تلك الابنية التي جذبت اهتمام العلماء والخبراء محاولين الوصول اليها لتفسير حقيقتها وتنتشر مبانيها في مناطق عديدة في المملكة، واما سياحة التاريخ الطبيعي فقد ان الاوان لاقامة متحف الحياة الطبيعية ونحن اليوم نمتلك عظام اضخم طائر زاحف على سطح الكرة الارضية والمسمى ارامبورغ فيلادلفيا وعمره سبعون مليون عام مضت، وايضا بقايا الديناصورات والزواحف والبرمائيات المتناثرة هنا وهناك والمكتشفة حديثا.

اما اكتشاف ديار النبي لوط فهو حدث فريد ونادر لطالما اراد العلماء الوصول اليه ليظهر جليا وواضحا في الاغوار الجنوبية المحتاجة لاقتصادياته والعبرة والعظة مما جرى، بل انه وجهة سياحية متكاملة على طول امتداد خمسة وعشرون كيلو مترا، اما الطرق والمسارات التاريخية فارض الاردن وموقعها جعل منها ملتقى طرق القوافل والتجارة، والاكتشافات الاخيرة اظهرت انها تحظى باهتمام محلي وإقليمي وعالمي مثل : طريق الإيلاف القرشي الذي ما زالت محطاته ماثلة على أرض الأردن المباركة وسلكها الرسول الكريم أثناء قدومه ورحلته بقافلة خديجة بنت خويلد عبر الأردن، وكذلك طريق البخور الدولي الذي يبلغ طوله اكثر من الفي كيلومتر ويعبر مناطق عديدة من مرتفعات واغوار في المملكة وما زالت محطاته شاهدة ليومنا الحاضر، وايضا طريق تراجان الملوكي الذي يعبر من شمال المملكة لجنوبها وعلى جوانبه تلك الاعمدة الميلية بحيث تشكل الأساس للسياحة المستدامة، اما طريق حسبان اريحا الروماني واصبح فيما بعد طريق الحج المسيحي فانه ثروة حان قطاف ثمارها وافادة المجتمعات المحلية من اقتصادياتها، واما السياحة الزراعية فان اقتصادياتها اعظم واكبر وخاصة مسار قصب السكر الغوري والذي يشتمل على اكثر من 32 طاحونة سكر، لا بل ان اضخم طاحونة سكر في المشرق اكتشفت في غور الصافي، كما ان مسار اللوز الاردني المشهور باسمه ما زال على موائد العالم بلا منازع يحمل اسم الاردن وما زال، ثم ان التمر الاردني المعروف تاريخيا باسم التمر النيقلاوي ( يسمى خطأ بالمجهول والمدجول ) فما زال الافضل في العالم وكشفت بذوره في التنقيبات الاثريه قبل خمسة الاف عام مضت على ارض الاردن، وايضا فان الزيتون الاردني المهراسي في عجلون والذي ينتشر حاليا في اوروبا وخاصة ايطاليا قد تم تثبيت مصدره الاردني من خلال البحث العلمي بلا منازع.

وكشف حديثا عن محطات بريد الحمام الزاجل الذي تميز به الاردن خلال العصور الهلنستية والايوبية المملوكية وخاصة ابراج مرج الحمام والمقابلين التي ربطت الاردن بدمشق والبحر المتوسط، والقائمة تطول والانواع الجديدة من السياحة تتزايد، وارض الاردن معطائة وكريمة وما زالت عشرات الانواع من السياحة بانتظار الخبراء والعلماء للاعلان عن مكوناتها العالمية، علينا ان نعترف اليوم بأننا نمتلك أنواعا جديدة وواعدة من السياحة على ارض الاردن المباركة وان الافادة من اقتصادياتها اصبح هدفا وواجبا على تشاركية القطاعين العام والخاص.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :