يبدو ان الاهتمام العالمي المتزايد بالامن الغذائي واتباع الاساليب الحديثة للزراعة قد ازداد بشكل ملحوظ بعد ازدياد تحديات وتعقيدات الامن الغذائي من انتاج وتزويد وتسويق وارتفاع تكلفة الشحن في العالم سواء بسبب فيروس كورونا خلال العامين الماضيين ولاحقا بتداعيات الحرب الاوكرانية الروسية لذلك كان اهتمام جلالة الملك عبدالله في تطوير الانتاج الزراعي وتوجية الحكومة الى تطوير القطاع الزراعي وفي كل لقاء يتطرق جلالتة الى اهمية وضع خطط لتطوير القطاع الزراعي ضمن استراتيجية شاملة ومتكاملة لادارة القطاع الزراعي والاستثمار في القطاع الزراعي.

لقد اسهمت قواتنا المسلحة " الجيش العربي" بدور فاعل وبارز في التنمية الوطنية جنبا الى جنب مع مؤسسات الدولة الاردنية فكان لها الدور الكبير في العديد من مجالات التنمية الوطنية كالتعليم والصحة والزراعة والامن الغذائي والمائي والطاقة وتاهيل الشباب الوطني, ما طرحة رئيس هيئة الاركان الجنرال يوسف الحنيطي قبل ايام اثناء تفقدة لاحدى التشكيلات العسكرية ان القوات المسلحة ستساهم بزراعة مساحات من الاراضي الاردنية بمختلف المحاصيل وذلك في اطار الدور التنموي الذي تقوم به قواتنا المسلحة من خلال تامين الغذاء للاردنيين للنهوض بالاقتصاد الوطني وتخفيف من الاثار الاقتصادية التي مرت بها الاردن من خلال جائحة كورونا وتحقيق الامن الغذائي .

هذة المبادرة المميزة التي يطلقها الجيش ستكون نموذجا وطنيا رائدا لما تتمتع به قواتنا المسلحة من الانضباطية والمهنية والاحترافية, مزارع القوات المسلحة اقرب الى مشروع وطني طموح لتحقيق احتياجات السوق من الخضار والفاكهة والمحاصيل الزراعية والتي ارتفعت بشكل كبير في الاونة الاخيرة بالاضافة الى تنمية صادرات الاردن من الانتاج الزراعي الى دول المنطقة, وحتى يتحقق الامن الغذائي فانة يتوجب ربط القطاع الزراعي بالقطاع الصناعي وان يتم التركيز على الاعتماد على المنتجات والمحاصيل الزراعية وان يتم تصنيعها في الاردن وبشراكة فاعلة بين موسسات الدولة والقطاع الخاص في مجال الامن الغذائي وتحمل المسؤولية في انتاج زراعي مستندا على منتج اردني سيما وان الاردن يمتلك خصائص وامكانيات تسمح باستغلال مساحات كبيرة من الانتاج الزراعي ومؤهلات مدربة وتكنولوجيا متطورة ستساعد بدرجة كبيرة الى توفير الغذاء بجودة ونوعية مميزة وعالية تسمح بتوفير السلع للاسر ضمن معدلات الدخل والتي تشكل عامل استقرار على المستوى الوطني وتحقيق الامن الغذائي الحقيقي.

وحتى يتحقق ذلك فلا بد من ربط الامن المائي بالامن الغذائي من خلال ادخال الطاقة المتجددة وهي الطاقة الشمسية في مشاريع تحلية المياه لانها ستساهم بشكل كبير بتوفير مياه باسعار منخفضة وتساعد في رفع كفاءة الانتاج الزراعي وزيادة المساحات الزراعية وكذلك ستوفر مبالغ مالية كبيرة على المواطن والحكومة وانخفاض اسعار المياه سينعكس ايجابيا على الانتاج الزراعي ويحقق الامن الغذائي المنشود.