الوصاية الهاشمية ورؤية الملك عبدالله الثاني .. ضمانة أمن القدس
حسين دعسة
17-04-2022 12:46 AM
في سبتمبر 2021، وقف الملك، الهاشمي، الوصي على أوقاف ومقدسات القدس، وصاية هاشمية تاريخية، لها بعدها الحضاري الإنساني، وتشكل التزاما من الملك عبدالله الثاني، وبالتالي الدولة الأردنية.
.. وقف عبدالله الثاني، الملك الوصي، قال مخاطباً عالم اليوم في خطاب مسجل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين:.. «لكن، كم بيتٍ سيدمر وكم طفلٍ سيموت قبل أن يصحو العالم!».
بدون شك، شاهد العالم، كيف اقتحمت فلول الهوجاء، المتطرفين اليهود، بكل عنصرية وعنف لإفساد ومحاولة تدنيس تلك الروح الدينية السامية التي تنشر النور الإلهي، والسلام إلى البشرية.
كان اقتحام المسجد الأقصى، في الجمعة الثانية من رمضان، محاولة تلمودية، لرعاع اليهود، يريدون تدنيس حرمة وقدسية أوقاف القدس الإسلامية والمسيحية، بوهم إعادة بناء هيكل سليمان، وهو وهم الحكومة الإسرائيلية الازلي.
.. ونذكر، ان تحذيرات الملك، قدمها بمنطق ودراية ملك صلب، وعزيمة لا تلين، لفت الأنظار إلى أنه: «لا يمكن أن يتحقق الأمن الفعلي لكلا الطرفين،-يقصد دولة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الوطنية الفلسطينية- بل للعالم بأسره، إلا من خلال السلام المبني على حل الدولتين، الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل».
.. وكيف لنا الصبر؟ نؤمن في الأردن، بقوة ومسار العزم الهاشمي المعهود، الذي يطلق مع مواقف جلالته «الواقع والموقف الأردني الهاشمي»، فقال بكل حزم «ومن جانبنا، سيستمر الأردن بالعمل على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من منطلق الوصاية الهاشمية عليها»؛ ذلك أن الوصاية، إرث ملكي وميراث الأب والابن والجد، أردنيا بآفاق وتوافق وإيمان عربي - إسلامي، يرنو إلى الملك لديمومة الوفاء وحفظ الأمانة، فلولا عهد الأردن المملكة النموذج، في إعمار وحماية القدس ومقدساتها واوقافها المسيحية والإسلامية والحضارية، لكانت دولة الاحتلال الصهيوني، في خططها المجرمة باستمرار تهويد وهدم القدس وجوارها وأثرها ومعالمها.
.. لقد اقتحم التطرف والإرهاب المسجد الأقصى، ووجد اليهود، واغنامهم وقرابينهم الوساخة، قوة من عقلاء وشباب الأقصى والقدس وحماية فلسطين المحتلة، ضربوا وسحلوا واعتقلوا، انه امر اكبر من إرادتهم، وهم اعتكفوا له، لأن للمسجد الأقصى والقدس، الروح والنفس.
.. هل ننسى، كيف و رؤية جلالة الملك الهاشمي، تذكرنا، وتعيد نطق اللاءات الثلاث حماية للقدس ولاهل فلسطين..لهذا نتذكر ونذكر العالم، انه لم تكن جريمة إحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس/آب 1969، بمثل مأساة الاقتحامات المتواصلة التي تعرض لها المسجد، الذي تتعمد الحكومة الإسرائيلية الصهيونية المتطرفة، جمع عصابات التطرف اليهودي التلمودية، من شتى بلاد العالم، ليمارسوا ما فعله دخول المتطرف الصهيوني «مايكل دنيس روهان » المسجد الأقصى، صباح ذلك اليوم، حاملا حقيبة تحتوي على وعاءين وقارورة ماء مليئة بمواد سريعة الاشتعال، البنزين والكيروسين.
الصهيوني الأسترالي الجنسية، أشعل المواد الحارقة وفرّ مغادرا الأقصى عبر باب حطّة والبلدة القديمة عبر باب الأسباط، الذي شهد يوم أمس، وصباح اليوم مواجهات عنيفة بين جيش وشرطة الاحتلال الصهيوني، التي تعيد تطرف وإرهاب العالم، عبر رعاية الدولة اليهودية ومنظماتها وكنيسها المشبوه.
ليس ببعيد، في ميونخ فبراير 2022, جاء في بيانٍ صدر عن اجتماع، وزراء خارجية الأردن ومصر وفرنسا وألمانيا التقوا في ميونخ، لمواصلة التنسيق والتشاور بهدف دفع عملية السلام في الشرق الأوسط نحو سلامٍ عادلٍ وشاملٍ ودائم على أساس حل الدولتين.
وأكّد أهمية إيجاد آفاق سياسية واقتصادية، والحاجة إلى مزيدٍ من خطوات بناء الثقة وعلى أساس الالتزامات المتبادلة بهدف تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني، واستئناف مفاوضات هادفة.
وشدّد البيان على ضرورة وقف جميع الخطوات الأحادية التي تُقوض حل الدولتين وآفاق السلام العادل والدائم، ولا سيما بناء المستوطنات وتوسيعها، ومصادرة الأراضي وترحيل الفلسطينيين من منازلهم، وبما في ذلك في القدس الشرقية، ووقف أعمال العنف والتحريض.
أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس، وعلى أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة في القدس، أثر مهم دعم إرادة الملك الهاشمي عبدالله الثاني، في اصرارة وارادته بعدم التفريط بالوصاية الهاشمية التي حمت القدس، من غطرسة اليهود والصهاينة الإسرائيليين.
.. بهذا السعي وبإرادة الملك القوية التي لا تعرف المستحيل، تقف المملكة صنو صدر القدس ورام الله وغزة، تلملم الجراح وتعيد الأمل والصبر.
للمملكة حراكها السياسي، الدبلوماسية الأردنية رؤيتها هاشمية، في كل منظمات وكيانات وملتقيات وقمم العالم، وعندما أقر الاتحاد البرلماني العربي و لجنتة للشؤون السياسية والعلاقات الدولية التي عقدت أعمالها في العاصمة المصرية، القاهرة على دور الوصاية الهاشمية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والحرم القدسي الشريف.
عملياً، جاءت هذه المواقف في ظل أزمات عربية و إسلامية وعالمية متصاعدة، وخطيرة، ليس اقلها الحرب العالمية القادمة بين ليلة وضحاها بسبب التعنت الروسي والأوكراني والتشدد الأميركي والتحشيد من الناتو،.. وفي ذلك، يأتي توقيت القرار، من البرلمان العربي، تحت مظلة الجامعة العربية، وهو إحدى مؤسسات العمل العربي المشترك.
.. ومن أجل الحقيقة، ولتحجيم الغوغاء اليهودية، يدعم، ومنذ أشهر رئيس مجلس النواب، عبد الكريم الدغمي ورئيس الاتحاد البرلماني العربي عادل العسومي، وشخصيات برلمانية، عربية تعمل من أجل العمل العربي المشترك، بما في ذلك أهمية تنسيق وتوحيد الجهود البرلمانية العربية دعماً للقضية الفلسطينية وصمود المقدسيين في الدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية والتي يحمل أمانة الوصاية عليها الملك عبد الله الثاني.
وعملياً، تضغط الدولة الأردنية، وفق رؤية وإرادة الملك لوضع الدبلوماسية العربية والإسلامية، خصوصا المصرية والاوروبية،والخليجية، بالذات مجلس التعاون الخليجي، تتآخى في سلطة تشريعية ورؤية أممية تحمي القدس، وتعيد للشعب الفلسطيني الحقوق القانونية والسياسية.. وأفاق المحبة والسلام.. وعلى صعيد الأمم المتحدة، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، «تور وينسلاند»، عبر التقرير رقم (20),العشرين للأمين العام للأمم المتحدة المتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 'لسنة (2016) بشأن الاستيطان الإسرائيلي.
«وينسلاند» يصرخ أمام مجلس الأمن: «لا يزال القلق يساورني إزاء الطرد المحتمل لعدد من العائلات الفلسطينية التي عاشت في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية المحتلة».
.. ماذا بعد إقرار منسق عملية السلام، بوجود معضلة اسمها:(استمرار توسيع المستوطنات الإسرائيلية)، في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية؟.
.. أمام مجلس الأمن تقرير أممي، يقول حرفيا ان هناك ما: «يبعث على القلق البالغ، ولا سيما التخطيط للبناء في المواقع المثيرة للجدل إلى حد كبير، والحاسمة من أجل قيام دولة فلسطينية متواصلة (جغرافيا)، بما في ذلك في منطقة E1، وعطروت وجفعات هاماتوس، وهي قرى من الكرافانات (بيوت مؤقتة غير ثابتة) تقع في جنوب القدس ويقطنها المهاجرون اليهود الأثيوبيون في دولة الكيان الإسرائيلي.
.. بالتأكيد، ردود الفعل الفلسطينية على مستوى السلطة الوطنية، والجهات العربية والدولية والاممية، تقف حائرة إزاء مثل هذه الحقائق التي ثقلت بها الأرشيفات، دون أي نتائج على الأرض.
وبعد اقتحام المسجد الأقصى، لن ينظر العالم لمستقبل فلسطين المحتلة، دون النظر بعشوائية وعنصرية دولة الاحتلال اليهودي الصهيوني، التي دخلت صراعها الداخلي المأزوم.
الرأي