فقط في الأردن يُنتَقدُ الفرحُ، وتُستهجنُ السعادةُ، وتتشّكلُ في دقائق جحافل الممانعة والرفض والإنكار؛ فقط لأن رئيس الوزراء سعيدٌ وكأنّ هذا الفعل خارق للطبيعة وللأعراف والدين .
عندما يَعمدُ الرئيسُ إلى توجيه رسالة معنوية تتمثل في الفرح بسلامة جلالة الملك، والخروج من أزمة كورونا، وبقاءِ الأردن صامدًا في ظلِّ المتغيرات والعواصف التي قسّمت ودمّرت دول.. نعم الفرح بهذا الوطن الذي أصبح ثغرًا للإنسانية، والملاذُ الآمنُ لكلِّ ملهوفٍ، ومصدرُ الأمنِ والامان للداخل والخارج .
نعم دولة الرئيس.. يليقُ في هذا الوطن الفرح لأن قيادتَه حكيمةٌ متزّنةٌ لم تراهق ولم تجرّ البلد نحو صراعات ومزاودات غير مدروسة، وشعارها الإنسان أغلى مانملك.
كانت ومازالت تدعم قضايا الأمة والإنسانية وعلى رأسها فلسطين والأقصى الحبيب، ويليقُ بهذه الدولة الفرح، وهي الركيزة الأساسية للمنطقة والإقليم، وتضمُّ في أركانها مؤسسات راسخة وممتدة، وعلى ترابها شعبٌ طيّبٌ كريمٌ عروبيٌّ كان دائما يقدّم مصالح الوطن على كل مصلحة.
تحت طائلة الفرح؛ كان النقدُ يومَ أمس، ومن خلف هذا النقد مسؤولون سابقون، وأتباعهم الكتبة، والتابعين كانت قد قتلتهم الغيرة في حين كان يجب عليهم أن يدعموا رسائل الإيجاب والاستقرار، ورفع المعنويات، وهذا الدور الذي لعبه الرئيس يوم أمس يمثل توجيه معنوي حكومي يبعث الرسائل للداخل والخارج.
ما المانعُ من صناعة الفرح؟ وما المانعُ أن ندعمَ التوجّه الثقافيَّ والسياحيَّ والتصدّي للسوداوية؟ أم أنّ حُماة صناعة السلبية والسوداوية لن يرضوا أن يُقْبِلَ الشعبُ على الوطن فقط.
وفي قائمة الممنوعات ،، ممنوع عليك أنْ تتحدّثَ عن إنجاز الدولة أو الحكومة، وممنوعٌ عليك أنْ تتحدّثَ عن بطولات جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، وممنوعٌ عليك أنْ تَفْترِضَ حُسْنَ النوايا لأي إجراءٍ رسميٍّ والتشكيك في النوايا، وممنوعٌ عليك أنْ تقفَ إلى جانب أية مبادرة شبابية أو وطنية، وممنوعٌ عليك أنْ تعتزَّ بالأردن وقيادته وشهدائه وأرضه وشعبه، فقط عليك أنْ تتصيّدَ المسؤولين، وتغتال الوطن ورموزه، وتبحثَ عن أيّ خطأ أو شبهة والعمل عليها، وتشويه الأردن وتقزيم دوره الإقليمي والعربي، وإظهار الأردني على أنّه فوضوي وغير وطني، واحذر من مشاعر الإنتماء والوفاء فهي على اللائحة السوداء، وإيّاكَ والفرح فإِنَّ الفرحَ في الأردن ممنوعٌ.
إنّ من قيم هذا الشعب العظيم أنْ يفرحَ بالانتصار في المعارك، وحين نزول المطر، وفي استقبال الأعياد، ومُرَحِّبا بضيوفه. فهل كان سلوكُ دولة الرئيس يومَ أمس بعيدًا عن تلك القيم؟؟ لا بل إنّها رسالة يجبُ أنْ تُدْعَمَ وتُعمَّمَ لِتُعيدَ لهذا الشعبِ ألقهُ وبعضٌ من قيمِهِ في الفرح لكلِّ ما هو جميلٌ في هذا الوطن، ولِتُثْبِتَ للجميعِ أنّ الأردنَّ ما زالَ بخيرٍ وهو بخيرٍ إنْ شاء الله.