يبدو ان اسرائيل قد يئست من امكانية اقناع ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بضرورة توجيه ضربة عسكرية امريكية للمنشآت النووية الايرانية ، فراحت تعد العدة وتتهيأ للقيام بنفسها بهذه المهمة الخطيرة والتي يمكن ان تترتب عليها تداعيات حرب محدودة او حتى اقليمية شاملة في المنطقة ...
ويبدو ان تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الامريكية والذين قويت شوكتهم وزاد نفوذهم في عهد الرئيس بوش الابن يشجعون بكل قوة هذا التوجه من حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة بعنصريتها وبنزوعها العدواني ..
فأحد اقطاب المحافظين الجدد وهو جون بولتون الذي كان قد شغل منصب السفير الامريكي في الامم المتحدة راح يحض اسرائيل على القيام بغارة جوية لقصف مفاعل بوشهر الايراني وتدميره وخلال مدة لا تتجاوز الثمانية ايام ، وذلك على غرار تدميرها للمفاعل النووي العراقي في العام « 1981 م» ، واذا ما ارتكبت حكومة نتنياهو واحدة من حماقاتها المعروفة فانها تكون قد اشعلت حرائق مدمرة في المنطقة لا تستطيع اخمادها ...
وبالمناسبة فان طهران ما انفكت تتهدد وتتوعد بشن حرب ضد اسرائيل اذا ما اقدمت على هكذا حماقة ، وتتهدد وتتوعد ضد اي دولة تساند اسرائيل في حماقاتها او حتى اي دولة تسمح بانطلاق مقاتلاتها او قذائفها من اراضيها ...
وهنا تكون اسرائيل قد فتحت ابواب جهنم وادخلت المنطقة في حرب لا تبقي ولا تذر وتكون اعادة الامن والاستقرار والسلام اليها من عاشر المستحيلات ..
ناهيك عن انه اذا ما نجحت اسرائيل في تدمير اي مفاعل نووي ايراني ، فان اشعاعاته النووية قد تنتشر في المنطقة لتلحق افدح الاضرار في اوساط شعوبها ..
اما اسرائيل التي تحكمها عصابة يمينية متطرفة فانها لن تسلم ابدا من تداعيات هكذا حرب وقد يكون وجودها نفسه في مهب الريح العاتية ...
اما الدول العربية التي ستكون غالبيتها ساحة لهكذا حرب اقليمية محتملة تكون عرضة لتسرب اشعاعات اي مفاعل نووي ايراني يمكن تدميره فستكون خسائرها المادية والبشرية كارثية ...
لذلك يمكن فهم وتفهم اسباب معارضتها لأي عدوان اسرائيلي او حتى امريكي على ايران ، وستكون قد احسنت صنعا اذا ما بذلت جهودا ومارست ضغوطا وسارعت من حراكها الدبلوماسي والسياسي على الصعيد الدولي لمنع اسرائيل او غيرها من شن حرب على ايران المجاورة للعديد من الدول العربية ...
سلامة عكور
الراي