على أبواب المفاوضات المباشرة
د. فهد الفانك
20-08-2010 03:47 AM
من حق الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يتردد في قبول المفاوضات المباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو طالما أن الأخير يرفض مرجعية القرارات الدولية وخارطة الطريق ومرجعية مدريد والمبادرة العربية كما يرفض وقف الاستيطان وقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 واقتسام القدس ، وهي الحدود الدنيا لما يقبله الفلسطينيون كأساس لسلام دائم.
ولكن في المقابل فإن عباس يتعرض لضغوط لا تحتمل من الجانب الأميركي والأوروبي ، كما أن الجانب العربي أعطاه الغطاء اللازم ، وسوف يتحمل مسؤولية الفشل إذا رفض الدخول في المفاوضات المباشرة ، بما في ذلك مقاطعة أميركا له ، واستخدامها حق الفيتو ضد قرار من مجلس الأمن الدولي بإعلان الدولة الفلسطينية.
هناك اعتبارات كثيرة تدخل في الحساب ، أولها أن السلطة الفلسطينية لا تملك خيارات أخرى ، فالاستيطان لن يتوقف إذا رفض الفلسطينيون المفاوضات المباشرة ، ونتنياهو سيقول أنه أعلن عن استعداده لتقديم التضحيات المؤلمة كثمن للسلام ، وأميركا ستقول أنها لم تكن لتستخدم حق الفيتو ضد قرار من مجلس الأمن إذا فشلت المفاوضات بسبب عناد إسرائيل.
ويبقى أن المفاوضات إذا نجحت فستكون هناك دولة فلسطينية وينتهي الاستيطان ، وإذا فشلت فليس هناك الكثير مما سوف يخسره الفلسطينيون ، فالمقاومة تظل خياراً لا يستطيع أحد أن يصادره ، وقرار مجلس الأمن يصبح أقرب منالاً.
لا يستطيع أحد أن يراهن على نجاح المفاوضات ، ذلك أن مندوب الرئيس الأميركي جورج متشل ، الذي يتمتع بخبرة دبلوماسية طويلة ويمثل أهم رئيس في العالم ، لم يستطع خلال سنة ونصف من التفاوض المباشرة أن يحصل من نتنياهو على أي تنازل ذي قيمة ، فلماذا نتوقع أن ينجح عباس فيما لم ينجح به متشل خلال المفاوضات غير المباشرة والتي كانت في حقيقتها مفاوضات بين أميركا وإسرائيل.
ليس هذا فقط بل إن الفلسطينيين يدخلون المفاوضات منقسمين ، قسم يفاوض دون أن يملك أوراقاً ، وقسم يزايد ويرفع شعار المقاومة التي لا وجود لها إلا في الشعارات الصوتية.
من حق من يشاء أن يرفض المفاوضات المباشرة ولكن عليه أن يقول ما هي الخيارات العملية الأخرى.
الراي