بوتين لايحترم الضعيف .. ويعتبر الغرب ضعيفا
مأمون أبونوار
14-04-2022 02:38 PM
ماريوبول ستسقط خلال الايام القادمة
تحتاج اوكرينا دعم الغرب بالاسلحة الثقيلة وبالسرعة الممكنة والا فات الاوان
كان باستطاعة بوتن ان يحول كييف الى رماد
بوتن حقق بعض اهدافه العسكرية في هذه الحرب
الحرب التي نشاهدها الان في اوكرينا هي حرب مختلطة تشمل الحرب الهجينة والرمادية المبنية على التضليل والضبابية وحرب المعلومات اضافة الى حروب حصار المدن وحروب المواقع والمعارك الجامدة التي لا تعني وقف اطلاق النار او هدنة انما هجمات معاكسة محدودة واعادة السيطرة على بعض المدن من قبل الطرفين وهذه حالة من حالات الحرب التي لا تغير الكثير في المعركة وكما حصل في الشمال الغربي والشرقي من كييف.
روسيا ادعت ان انسحابها من كييف كان لتهئية الظروف الملائمة للمفاوضات ومن خلال تقليص النشاط العسكري في كييف وتشير نيهيف لكن معظم المحللين يتفقوا انه كان هنالك سوء تخطيط روسي وتمدد مفرط وافتقار لوجستي وفشل استخباري لتقدير الموقف وانها لم تستستخدم كثافة نيرانها الهائلة وتحويلها الى مكاسب ارضية.
الروس كانوا يعتقدون ان حربهم ستكون حاسمة وسريعة واعتقدوا ايضا بان الأوكرنيين من الممكن اخضاعهم بسهولة وان تربح في كل مكان ويبدو انها لم تربح على جميع الجبهات مع ذلك حققت تقدما ملحوظا في الشرق والجنوب.
القوات الأوكرينية دافعت دفاعا فعالًا وحازما وقاتلوا بشراسة وبالرغم من كل هذا كان باستطاعة روسيا تحويل كييف الى رماد التي كانت ضمن مدى مدفعيتها الثقيلة وصواريخها وسلاحها الجوي ولم تستخدم الحرب السيبرانية قبل انسحابها لكنها لم تفعل ذلك.
الرياضات العسكرية تقول ببساطة لا احد يستطيع ان يحتل اوكرينا بمئتي الف جندي مقابل مئتي وستون الف جندي اوكراني تم تدربيهم من قبل الناتو واصبح لديهم مستوى عال من الجاهزية القتالية ويعتبرهم الروس بانهم وكلاء للناتو
مدينة بليغورود في روسيا هي الان منطقة الحشد واعادة تمركز القوات الروسية المنسحبة وتجميع صفوفها للتحرك نحو اقليم دونباس واعتقد ان روسيا اعادت صياغة اهدافها العسكرية بطريقة تسهل على بوتن حفظ ماء الوجه
كما ان هنالك احتمال كبير بان القوات الروسية الموجودة في ايزيوم ستتجه نحو سلوفيانسك وباتجاه الجنوب لتلتقي مع قوات مدنية ماريوبل التي من المحتمل ان تسقط خلال الأسبوع المقبل عندها تستطيع روسيا ان ترسل بحدود ثمانية الأف مقاتل نحو الشمال من ماريوبل لتنضم مع القوات الروسية المتجهة نحو الجنوب لعملية تطويق وحصار القوات الأوكرينة وقطع مواردها وخطوط اتصالاتها في اقليم دونباس.
في حالة عدم دعم القوات الأوكرينية من الناتو والغرب وبالسرعة الممكنة بالأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدفعية والغطاء الجوي الفعال ووسائل الدفاع الجوي القادرة على التصدي للقوة الجوية الروسية والا سيكون قد فات الاوان لصمود القوات الأوكرنية في اقليم دونباس.
واذا ما نجحت روسيا في تحقيق هذه الأهداف العسكرية التي ستؤدي الي تحقيق بعض الاهداف السياسية من الأعتراف بجزيرة القرم كجزء من روسيا والاعتراف بالجمهوريات الشعبية دونتيسك ولوهانسك كدول مستقلة وسواحل البحر الأسود وبحر ازوف وصولا الى اوديسا المحاصرة والتي هي شريان الحياة لأوكرينا ومن المحتمل ان تسقط ايضا مع الوقت.
وبهذا يكون بوتن قد حقق السيطرة والنفوذ على اوكرينا بمعنى حقق ما يريد بواسطة الحرب علي شرق اوكرينا ومن المحتمل ان يطرح خيار التقسيم او احتمال اعادة المفاوضات وصولا الي تسوية سياسية مبنية على المطالب الروسية من ان تكون اوكرينا دولة محادية بمعنة ان الناتو غير موجود في اوكرينا وبهذا يؤمن بلاده من اي تهديد.
ونزع الأسلحة وتعني تفكيك جيش الناتو الأوكرني كما يعتقد الروس ومنعهم من ارسال قوات الى دونباس وتخفيض القوات وعدم استضافة اي قواعد اجنبية وعدم السعي للحصول علي اسلحة نووية ونزع النازية وتأثير ذلك على نظام الحكم المستقبلي وخاصة تشكيل الحكومات والبرلمان ويبدو ان بوتن غير مستعجل ويقول كل شي يسير حسب ما خطط له ويتطلع الى تحقيق اهدافه في الغرب الأوكرني عن طريق المفاوضات متجنبا الحرب في تلك المنطقة.
ولتحقيق ذلك قام بوتن بتعيين الجنرال دفور نيكوف ويأمل انه سيحقق النصر قبل التاسع من مايو ذكرى استسلام النازيين للقوات السوفيتية والاستعراض والاحتفال المرتقب في الساحة الحمراء في روسيا، ونرى انه سيتم استخدام سياسة الأرض المحروقة واستخدام القوة المفرطة المميتة في المعارك القادمة..
بوتن لايحترم الضعيف ويعتبر الغرب انه ضعيف. فلم نشاهد اي موقف صارم من الغرب كارسال سفن حربية الى منطقة جنوب البحر الاسود لارباك الروس او اعلان منطقة عازلة امنة في الغرب الاوكراني او استخدام الحرب السيبرانية، مؤشر بان بوتن ردع الغرب وسيحقق طموحه من السيطرة والنفوذ على اوكرينا المحطة وقاعدة للانطلاق مستقبلا نحو دول البلطيق واسدال الستار الحديدي مستقبلا..