عاد الاسلام غريباً ، وعلى يد اهله يتم طعنه وخنقه يوميا ، فيشتد قهرك ، امام هذا المشهد حين تكون الذئاب عربية ، تهتك الحمى بلسان عربي وقلب لا يعلم بهويته الا الله.
تقلب قنوات التلفزة في رمضان ، فتسمع اعلانا يقول ان مسلسل طاش ما طاش يأتيكم بعد اذان المغرب مباشرة ، وتسمع من يقول طاش ما طاش بعد اذان المغرب ، وقد كنا نعرف ان بعد اذان المغرب هناك صلاة المغرب ، فاذا بالدنيا تنقلب وتصبح مشاهدة طاش ما طاش هي الفريضة بعد سماع اذان المغرب.
تهرب الى قناة ثانية فتكتشف ان احدى قنوات الافلام العربية رفعت نسبة المشاهد الجنسية بطريقة مجنونة في رمضان ، ولا كأننا مسلمون ، ولا كأننا عرب ، فمشاهد الجنس مرفوضة ومحرمة في كل الاوقات ، لكنهم هذا العام تحديدا رفعوا نسبة المشاهد الجنسية ومشاهد الاثارة بطريقة مقرفة ، حتى عرضت هذه القناة مشهدا طويلا لفرقة فتيات روسيات راقصات وعاريات تقريبا.
ترتحل الى قنوات اخرى فتكتشف ان كل المسلسلات يتم بثها في مواعيد صلاة المغرب والعشاء والتراويح ، وهي حرب ضروس ضد الناس لانهم يريدون خلع الناس من المساجد ، ويريدون اعادة انتاج الجمهور بطريقة جديدة فلا يفكر في قضاياه وحقوقه الشخصية المنهوبة ولا في حقوق امته المهتوكة حرمتها في قنوات عربية تبث افلاما اجنبية ذات القصة. مشاهد عري للذكور والاناث في رمضان وغير رمضان. غير ان الغريب ان رمضان هذا يشهد زيادة في حصة الجنس والاثارة الجسدية في الاعلام العربي ، وكأنهم يريدون جعل رمضان شهرا للجوع فقط ، داخل المنزل ، على اساس الفصل بين رمضان والمجتمع ، من اجل تحطيمه وتحطيم دين الناس.
زمن مجنون. في رمضان تشتد هذا العام موجة الجنس في الاعلام العربي. السعار الذي لا يتوقف. اين من يوقف هذه المهازل؟. ما دور كل واحد فينا في تنبيه البيوت من هكذا اوساخ تدخل الى البيت فيما الاب نائم على بطنه بعد طعام الافطار ، وهو غير قادر على التنفس ولا يدري عن هتك حرمة البيت تلفزيونيا او عبر النت في حالات اخرى،،.
استفيقوا امام هذا الخراب. الذئاب الذين من جلدتنا ودمنا يريدون هدم الدين من الداخل. مقابل بضعة دولارات او ملايين الدولارات هناك من هو مستعد لبيع غطاء رأس امه ، وثوبها ، ومستعد للسمسرة على كل مقدس. المهم المال. والمهم خدمة "المعلم الاكبر" ، والحصول على رضاه باعادة الناس الى جاهليتهم الاولى.
بعد اذان المغرب ، كانت صلاة المغرب ، واليوم يريدون "طاش ما طاش" فريضة بعد الاذان.
الدستور