اليقظة مطلوبة فالوضع دقيق
د. حازم قشوع
14-04-2022 12:58 PM
ممارسات خطيرة هي تلك التي تنتهجها سلطات الاحتلال بالشكل كما في المضمون وهي تعمل على استباحة ساحات الاقصى ومدن الضفة الغربية وتقوم بانتهاك حرمات المنازل وتطارد هذا الشبل وتعتقل ذاك الاسد وان كانت مثل هذه الاعتداءات معتاد عليها الشعب الفلسطيني منذ ان جاء المجتمع الدولي بالاحتلال الا ان توقيت هذه الانتهاكات والاجواء التي ترافقها تبعث الشبه وتثير الريبة وتشي بان هناك امر يدبر بليل على واقع المنطقة وواقع المستقرات فيها.
فالممارسات الاسرائيلية تحمل مضمون باطني قد يقود لرفع الغطاء الشعبي عن السلطة الفلسطنية وتقدمها كسلطة عاجزة عن حماية شعبها وهي تقوم بالقفز فوق دورها كما تقوم بالتحكم بالمزاج العام للشعب الفلسطيني في الضفة وتعمل على محاكمة ابنائه في المحاكم الاسرائيلية وهو الدور الذي كان من المفترض ان يناط بالسلطة الفلسطينية وليس بالحكومة الاسرائيلية الا ان هذه التصرفات بهذه التوقيتات جاءت مقصودة لاضعاف دور السلطة وللحد ما تبقى من سيادتها وهو ما ينظر اليه اسرائيليا انه سيقود الشعب الفلسطيني للبحث عن خلاصة بعناوين اخرى من المقاومة والتي تعتبر من ابرز عناوينها حركة حماس وهي الحركة التي مازالت بنظر المجتمع الدولي حركة ارهابية وعندها سيقع المجتمع الفلسطيني في شرك الارهاب على حد تعبير بعض المحللين فيعمد فى حينها على شيطنة المقاومة الفلسطينية وطرد قادتها وترحيل اغلب الاهالي من الضفة الغربية وسط حياد عربي ودعم دولي وهو ما تصبوا اليه الدولة العميقة باسرائيل وتعمل لتاجيج الموقف العام من اجل الوصول عليه.
وهذا ما سيساعد اسرائيل لتنفيذ مخططاتها بالاحلال والتهجير وكذلك السيطره على الاراضي المتبقيه من فلسطين التاريخيه فى الضفه الغربيه لاسيما وان حواضن الشعب الفلسطيني باتت لا تعمل لصالحه حتى العربيه منها لاسيما بعد الادانه الاخيره التى تلقتها عمليه تل ابيب من دوله عربيه بعيده عن مسرح الاشتباك لكنها تنذر بطبيعة المشهد القادم اذا ما اندلع الاشتباك وان كان الطابع العام العمليه جاءت بشكل احتجاجي وليس منظم لكي يتصف بالارهابي لكن مناخات الادانه والاستنكار وقفت على الاعراض ولم تقف على الاسباب كما انها لم تاخذ بالابعاد التى ادت لوقوع الحدث فلم تقرأ الرساله الاحتجاجيه جيدا وتم تسويفها فى معمعه الشجب وعادت الاطراف لتلعب لعبة ادارة الازمة.
وعلى الرغم من تفهم السلطة الفلسطنية لمبررات الادارة الامريكية ازاء المشهد العام ومراعاتها لتركيبة حكومة نفتالي بينت الا ان الحكومة الاسرائيلية مازالت تقف بالواجهة المضادة وتعمل على تبديد الجهود التي تقودها الادارة الامريكية من اجل عودة الاطراف الى طاولة المفاوضات وهو ما يزيد اعباء المشهد اثقال على كاهل القيادة الفلسطينية التي باتت تقف امام خيارات صعبة فاما ان تذوب في اطار المقاومة الشعبية الاخذة بالصعود او انها تقوم بتذويب الحلم في الفلسطيني في اقامة الدولة في اطار الحلول الاقليمية التي بدأت بصفقة القرن واعيد انتاجها من باب اجتماع النقب.
وفي وسط اجواء التصعيد والتمادي باستخدام ارهاب الدولة من قبل قوات الاحتلال ترزخ المنطقة تحت وطأة الدخول بدوامة العنف الا اذا ما احسن استدراك ذلك بشكل سريع من قبل الادارة الامريكية التي ما زالت لا تمارس الضغط الكافي على الحكومة الاسرائيلية حتى لا تتغير تشكيلتها وان كان شكلها العام بقي واحدا والسؤال الذي يستوجب هنا !؟ فلمَ تقوم الادارة الامريكية بحماية شكل ابقى ذات المضمون في المعادلة وما زال يمارس سياسية المراوغة ويسوف كل الحلول المقدمة ويرفض حتى العودة إلى طاولة المفاوضات وهو سؤال سيبقى برسم الاجابة من قبل الادارة الامريكية.
وحتى لا تدخل المنطقة ببوابة التصعيد وتعيد تحديد معالم ديموغرافية جديدة وربما جغرافيا سياسية ذات واقع جديد يؤثر على الصورة الكلية للواقع العام فان اليقظة مطلوبة لان الوضع دقيق.