لعلّ من أكثر المعاني المتّفق عليها لفعل الكُفر في اللغة تتلخّص في معنى الإنكار , أيّا كان نوعه إنما يبقى تحت مظلة هذا التعريف..
الكافر في بلاد العرب يضيع و تتبدّل ملامحه و مسمّياته , فمثلاً قد لا ينُعتْ المُتحرّش أو حتى المُغتصب بالكافر "لنكرانه " القيم السامية و المنطقية و الآداب العامّة , و تُنعتْ عملية بيع الطعام في نهار رمضان بالكفر ؟! كما فعلت إحدى الصحف المصرية مؤخراً , عن أيّ مستقبل نتحدث ؟ عن أي تطوير نحلم !.
الخطاب الديني برمّته و الذي ينصهر بعض الاحيان بصورة مغلوطه بالاعلام يجب أن تُعاد مناقشته , لا يمكن و من غير المسموح أن تقوم أي منصة أو موقع أو أيّ شخص امتلك عدداً من المتابعين ببث المغالطات الدينية التي قد تحلّل المحرّم و تحرّم المحلّل و تبقى الحكومات في صمت مُخجل , هي ذاتها الحكومات التي تحضر ندوات عن مكافحة الارهاب يجب أن تعي بأن القلم و الورقة هما من يُبيدا الإرهاب لا المجنزرة و السلاح , تثقيف العقول الناشئة و اعادة صياغة المناهج المدرسية بصورة تنمّي العقل و تترك له مساحة من الرفاهية الفكرية أصبحت ضرورة , فبعد كل خبر لحادثة قتل أساسها مذهبي طائفي تخرج المجتمعات العربية لتعبّر عن لُحمة مكوّناتها بلا أي تفرقة لتعود بعد فترة ذات العملية الفظيعة , إذا كنّا نحن ذاتنا الذين نعبّر لبعضنا عن صلابة محبتنا أين الخلل إذن ؟.
الخلل كما أسلفت , في ثنائي التعليم و الاعلام , فما إن يعاد هيكلة تناولهم بالمجمل لأي تفصيلة دينية حتى تقل الخطابات الداعية للكراهية و الرجعية , فالكافر يا أولي الألباب هو الجوع , هو الكراهية , هو قتل النفس البريئة , هو اضطهاد المرأة , هو زواج القاصرات , هو عدم الحفاظ على البيئة , فيا من تستخدمون هذا المصطلح وظّفوه افقياً بين الانسان و بيئته فقد يردع و يفيد هذا إن تمسّكتم به , أما أن تضعوه مفتاحاً عامودياً فكونوا متأكدين بأن السماء لا تحاسب البشر إلّا فُرادى , و في الاعلى لا مكان للواسطات و المتاجرة مطلقاً.