وصفة الدروع اللامعة "فقط لا تعمل"
لورانس المجالي
12-04-2022 09:32 PM
إذا أردت أن يبقى درعك خالٍ من الخدوش فقط لا تعمل ولا تجتهد وإليك صديقي وصفة النجاح، والعمر السياسي والاجتماعي الطويل.
فكل ما عليك فقط هو شتم الوطن، وتقزيم إنجازاته، واختيار شخصية خارجية وجعلها حالة رمزية، وتناول كافة الإشاعات والأخبار المفبركة ونشرها في كل مكان، واحذر من محاولة الدفاع عن وطنك أو أهلك فقد تخسر آلاف اللايكات والتعليقات ومن الممكن أن تصبحَ لا سمح الله سحيّج.
في وصفة النجاح والشهرة تاجِر في بورصة الشعبويات، وارقص على أنغام الابتزاز، وطوّر مهارات الحقد والتجنّي، ومارس السخف بأنواعه فأن للسخف والتفاهة سوقه وناسه، واعبث في المزاج العام كما شئت وحتى تكتمل الوصفة؛ أتقن فنّ الفتنة، والضرب من تحت الحزام، واغتيال الشخصية، وغطّي نفسك بعباءة الحفاظ على الوطن والمواطن ونصرة الضعفاء وهكذا نستطيع أن نبارك لك فقد أصبحت خائن.
نعم نعم، لن تجدَ الخدوش على دروع الجبناء بل هي لامعة وجميلة، وهذا حال البعض ممن أتقنوا فنّ الاختباء على عكس الرجال الذين آمنوا بالوطن وأخذوا على عاتقهم الوطن، فكان اتخاذ القرار والإنجاز والعمل والاجتهاد شعارهم دون الالتفات للخلف، ولا يزعجهم أبدًا النباح خاصة إذا كانت رائحة العفن والأجندات الشخصية والحسابات الضيّقة تفوح من هذه الأصوات التي لم تكن في يوم من أجل الوطن.
لن أقولَ لك ياصديقي كم أنا حزينٌ حين أشاهد الأقلام تَغرِزُ في خاصرة الوطن، وتشوّه المشهد، وتصنع الاحباط لدى المسؤول والموظف، فقد أصبح المسؤولُ قلقًا، والموظّفُ مرتجفًا، والكلُّ مُحبَطًا لأن الإنجاز في رعاية ملاك والسلبيات برعاية مليون شيطان، ولن يلتفت لك أحدًا حين تميط الأذى عن الطريق، ولكن سيتهمك الجميع أنّك حين فعلت ذلك كنت تستعرض لا أكثر، وقد قطعت الطريق حين حاولت إماطة الأذى في حين إذا لم تكن مسؤول وقمت بهذا الأمر سوف يؤكد الجميع أن هذا واجب المسؤول وأنك تقوم بواجباته وهذا الفعل عظيم وهكذا ستصبح بطلا حتى لو كنت مستعرضًا.
صديقي، نفطُ الأردن رجاله وانتماء شبابه، وهناك من يحاول أن يزرع السوداوية حتى تصبح مع الوقت حالة عامة، وعندها ستكون العواقب وخيمة، خاصة على الأجيال القادمة التي أصبح لديها قناعة أنّ المسؤولَ فاسدٌ والموظفَ مترهلٌ والمؤسسات وهمٌ، ولا يعلم أنّ الأردن دولة محترمة وفق مقاييس المقارنة مع دول كبرى ونفطية، وخاضت معاركها الوجودية رغم الإقليم المأزوم والعالم المضطرب ولم ينهار نسيجها الوطني والاجتماعي ولادينارها ولا اقتصادها وما زالت عجلة الإنتاج ماضية ومناخها الأمني الأفضل في الإقليم وكرامة المواطن وحريته تحت مظلة القانون.
وإذا أردت وصفة الرجال فما عليك إلا العمل والاجتهاد رغم أنف الحاقدين..