الملك والمتغيرات السياسية
د. حازم قشوع
12-04-2022 02:18 PM
هنالك متغيرات موضوعية واخرى ذاتية بدأت تظهر على صعيد القضية المركزية للامن الاقليمي في المنطقة تتمثل في
عودة الروس اليهود واليهود الاوكران الى فلسطين التاريخية بما فيها الضفة الغربية وهو امر سيكون له ما بعده من تداعيات على صعيد الواقع الفلسطيني بشكل عام لما قد يحمله من نتائج كارثية على الصعيد الامني والسياسي والانساني للقضية الفلسطينية وما سيحمله من انعكاسات على الاردن وامنه.
واما المتغير الموضوعي الاخر فانه يتمثل بسياسية الرئيس جو بايدن تجاه المنطقة وسياسة الهدنة الطويلة او الحلول الامنية التي كانت من المفترض ان تحفظ الامن دون تحريك الملف السياسي والتي كانت تعتمد على بناء حالة استقرار من واقع لتفاهمات امنية بدأت بالتغير بعد المتغيرات التى طرأت من المشهد الاوكراني.
الامر الذى جعل واشنطن تعيد رسم سياساتها للمنطقة بالاتجاه الذي يوائم الملف الامني بالعمل السياسي في ظل المتغيرات الامنية الناشئة والمستجدات السياسية التي بدأت بالتشكل فان السيطرة على ميزان الامور بالطريقة الامنية وحدها لن يحقق فائدة على ميزان حالة الاستقرار على الصعيد الاستراتيجي.
وهذا ما كان يقوله جلالة الملك للادارة الامريكية وتقف عليه الدبلوماسية الاردنية وهو ما استقر عليه حال السياسة الامريكية في المنطقة حيث عملت للانتقال بهذا الملف للمكانة السياسية/ الامنية عبر اطلاق مفاوضات جادة ومن المفترض ان تلزم الحكومة الاسرائيلية بقبول العودة لطاولة المفاوضات وهو امر ممكن وسياسية سليمة لكون واشنطن تمتلك وسائل ضاغطة في فلوردا وهي بيد القيادة المركزية الوسطى صاحبة المرجعية الامنية في المنطقة فلا يجوز للحكومة الاسرائيلية ان ترفض الدعوة لان هذا يعنى خروجا عن النص وتمرد على نظام ضوابط الموازين التي يتفق عليها الجميع.
واما المتغير الذاتي فانه يتمثل بارادة الشعب الفلسطيني التي مازالت تقاوم رغم محدودية الامكانات الذاتية وتبدل الاجواء المحيطة من ايجابية حاضنة مع الى سلبية حياد لكن الارادة الشعبية الفلسطينية مازالت تقدم نموذجا نضاليا فريدا واخذت تكون حالة شعبية سيصعب السيطرة عليها او ضبط ايقاعها اذا بقيت الحكومة الاسرائيلية تمارس سياسات استفزازية وتشرعن للقوى المتطرفة بترسيم واقع ديني احلالي في الاماكن المقدسة الاسلامية في القدس والحرم الشريف.
ويعول الكثير من المتابعين على جلالة الملك عبدالله الثاني بتحرك دبلوماسي واسع وهو صاحب الولاية المقدسية، كما يعول عليه السياسيون باعتباره من تبنى مسألة حل العقدة المركزية قبل الذهاب للاطر الاقليمية الامنية والتنموية في الحلول، وجلالته يشاطر الرئيس جوبايدن في مشروع حل الدولتين باعتباره الخيار الافضل لامن اسرائيل كما للواقع السياسي في المنطقة كما يرفض الحلول الاحادية باعتبارها تشكل واقع قهري واجواء سلبية وهذا يهدد حالة الامن والاسقرار في المنطقة كما يبعد المنطقة عن درجة الاستقرار المنشودة التي تقوم عليها ركائز التنمية بكل مشتملاتها.