عمون - لطالما سعى الفنان الرقمي جيو جون مولور لكسر حاجز المعقول والمتخيل في أعماله، حيث يعمد لاستخدام الوسائط الحداثية الفنية الرقمية لإنتاج تكوينات غير تقليدية وابتكار أفكار مدهشة تثير الخيال وتجذب الانتباه، ومؤخرا طرح تساؤلا مثيراً عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي : "ماذا لو كانت الثلوج تتساقط في دبي..؟".

• تساؤل خيالي يتحول لواقع افتراضي مدهش
يبدو التساؤل بعيداُ عن الخيال فدبي (حسب موقع الويكيبيديا) تتميز بمناخ صحراوي وتقع ضمن حزام الصحراء الشمالي، مما يجعل مناخها في الصيف حار جدا ورطب، والشتاء دافئ وقصير جداً، وأقل درجة حرارة تم تسجيلها بالشتاء 14 درجة مئوية، والذي يجعل التساؤل قبس من عبث، إلا أن مولور حقق تساؤله على الأرض، حيث استطاع بحرفية مثيرة للدهشة وعبر تقنيات فنية رقمية لبرامج معالجات الصور الفوتوغرافية أن يحقق تصوره المذهل لفصل الشتاء الثلجي في دبي.

حسب موقع lovin.co، استطاع هذا الفنان المذهل بإمكانياته التكنولوجية وتقنياته الرقمية وخياله الإستثنائي أن يجعل المشاهد يحلم بالثلج في دبي كما لم يحدث من قبل، على الرغم من أن " سكان المدينة يحبون أشعة الشمس الوفيرة في دبي ، لكن لا يمكنهم إنكار جاذبية دبي الثلجية".

تخيل الفنان المقيم بدبي منذ 16 عاماً سلسلة من الصور المرئية حول كيف سيكون شكل الشتاء في دبي الثلجية، فمن برج خليفة لبرج العرب، وإطار دبي إلى مترو دبي ومتحف المستقبل تتساقط الثلوج ويعم الصقيع وتتناثر كرات البَرد في كل مكان..
قدم مولور كذلك صوراً للصحراء والأشجار المغطاة بالثلوج أعيد تخيلها بشكل مثالي، والهواء البارد يلفح جمادات المدينة، وحقول الجليد الملساء تحيط بناطحات السحاب المكسوة بالجليد، حتى الطرق تكاد تبدو زجاجية من الجليد الذي يكسوها..

• كيف بدأت الحكاية
حسب موقع thenationalnews.com ، يعتقد مولور أن "الصورة المرئية البسيطة والقوية تستحق بالتأكيد أكثر من ألف كلمة." يقول: "أتذكر ، في الحلم ، كان مثل يوم عيد الميلاد ، وفي كل مكان نظرت إليه ، كان اللون الأبيض فقط".
بدأت الحكاية من حلم، فقد كان لدى الفنان الرقمي جيو جون مولور حلم حقيقي. عندما استيقظ ، تذكر كل التفاصيل، فعندما انتقل إلى دبي في عام 2006. كان ينظر من النافذة وكان الثلج يتساقط. المنطقة بأكملها كانت بيضاء ، عقب ذلك قرر مولور، الذي يعمل في وكالة الإعلانات في دبي إينوشين وورلدوايد ، تحويل حلمه إلى فن.

أول لوحة فوتوغرافية بدأ فيها كانت من نفس وجهة نظر حلمه ، تطل على حديقة زعبيل ، مع أبراج شارع الشيخ زايد في الخلفية، وفي مكان قريب أضاف برواز دبي ، الذي تم افتتاحه في عام 2018، استغرق العمل في اللوحة 14 ساعة كاملة، فقد عمل على أكثر من 25 طبقة من الصور ، العديد منها صور التقطها.

بتشجيع من نتيجة عمله الأول ، قرر مولور أن يتوسع فيه ليشمل المزيد من المشاهد في دبي. فقام بتغطية متحف المستقبل الذي تم افتتاحه حديثًا ، برج العرب ، أتلانتس ، النخلة ، مترو دبي ، وسط مدينة دبي ، إكسبو 2020 دبي ، والقرية العالمية بالثلوج.

شارك مولور الصور على صفحته الرسمية على موقع التواصل إنستغرام ووجد موجة عارمة من الإشادة والإعجاب، عقب الاستجابة الحماسية على وسائل التواصل الاجتماعي ، عمل ملور على المزيد من الصور مثل برج الساعة في ديرة وجبال حتا بالإضافة إلى مشاهد عامة لدبي.

• مشروع ابتكاري رقمي يلفت الانتباه لقضايا المنا
يؤكد مولور (حسب موقع thenationalnews.com ) إنه ليس لديه أي خطط للاستفادة من هذا "المشروع الشخصي"، فهو فنان رقمي عاشق للابتكار، لا يبتغي من عمله الإبداعي أي مكاسب مادية فقط يأمل أن تحفز الصور المزيد من المحادثات ، لا سيما حول تغير المناخ و الاحتباس الحراري، وينوي مولور إنشاء المزيد من الصور لدبي تتناول مختلف فصول السنة، فقام مؤخراً بعمل "دبي خضراء" حيث فاض الربيع بروحه المبهجة على المدينة وكست الخضرة شوارع وأحياء دبي الشهيرة .

• دبي تحت الثلوج ليس أول مشروعاته الرقمية
تظهر أعمال مولور، تمكنه اللامحدود من علم البصريات الرقمي وكيف يؤثر فى العمل التشكيلي ومعايير إتزانه، فهو يخرج بتكوينات فنية إبداعية بلغت ذروتها عبر الانتقاء النوعي للأفكار والمفردات التشكيلية.

"دبي تحت الثلوج"، و"دبي خضراء" ليست أول إبداعات مولور فلديه سجل حافل من الابتكارات الرقمية المدهشة، فحسب موقع bugaga.ru قدم مجموعة من خوذات الدراجات النارية الحديثة والفريدة بشكل لا يصدق، والتي قام بتصميمها لتبدو كما لو كانت مصنوعة من جلد بشري حقيقي ؛ حتى أن بعض الخوذات بها آذان تتحلى بالمجوهرات. ويحفل إنستغرام مولور بالعديد من إبداعاته الأخرى المدهشة .