التكامل السياحي العربي يبدأ بخطوة الفيزا الموحدة
م. وائل سامي السماعين
12-04-2022 11:30 AM
نجد ان غالبية الدول العربية والشرق أوسطية تضع السياحة على رأس أولوياتها في التخطيط الاستراتيجي لزيادة مصادر الدخل من السياحة لأهمية هذا القطاع. حيث تقدر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) أنه كان هناك 25 مليون سائح فقط على المستوى الدولي في عام 1950. وبعد 68 عامًا، ارتفع هذا العدد إلى 1.4 مليار سائح دولي سنويًا، اي بزيادة قدرها 68 ضعفا. ففي عام 1950 كانت اوروبا تستحوذ على النسبة الاكبر من السياحة العالمية، حيث وصلت نسبة الاستحواذ الى 66.6% بينما الشرق الاوسط لا تتجاوز نسبته من السياحة العالمية %0.79، ولكن في عام 2018 ارتفعت نسبة السياحة في الشرق الاوسط الى ما يقارب 4.39%، بينما هبطت نسبة السياح في اوروبا الى 50.76%.
وهذا يعني عمليا ان عدد السياح في الشرق الاوسط وصل الى حوالي 61 مليون سائح، فبالرغم من انها ما زالت متدنية، نتيجة لعوامل عديدة، الا انه يمكن زيادتها. وقد يكون اصدار فيزا سياحية موحدة على غرار shenghen الاوربية، عاملا حاسما في زيادة اعداد السياح لزيارة العديد من دول الشرق أوسط في رحلاتهم السياحية، وخصوصا وإننا مقبلون على أكبر حدث عالمي قريبا وهو مباريات كأس العالم في قطر، فقد تكون هذه فرصة مناسبة لإصدار التأشيرة الموحدة بيننا وبين قطر على اقل تقدير.
في مقابلة تلفزيونية على بي بي سي العربية، قالت امين عام وزارة السياحة المصرية لميا كامل، ان مصر استعانت بمكتب خبرة عالمي لوضع رؤية وخطة استراتيجية للسياحة المصرية حتى عام 2035، من اجل جذب الملايين من السواح من مختلف الفئات العمرية.
المملكة العربية السعودية باتت هي الأخرى مهتمة جدا بهذا القطاع، وتنفق حاليا مليارات الدولارات لإنعاش القطاع السياحي ببناء المنتجعات السياحية على شواطئ البحر الأحمر، لأغراض السياحة الترفيهية وغيرها. فلم يعد هناك دول منطوية على نفسها، بل أصبح هناك تنافس على الانفتاح والسياحة العالمية، لما له من مردود إيجابي على الدول وشعوبها.
في اخر استفتاء على TripAdvisor تبين ان هناك أربعة مدن عربية من بين 25 مدينة عالمية محببة للسواح وهي دبي، وابوظبي والقاهرة والدوحة، وبوجود الفيزا الموحدة قد تنال بعض المدن العربية الأخرى، ومنها الأردنية نسبة من اعداد هؤلاء السياح.
في الأردن هناك جهود كبيرة تبذل لجذب المزيد من السواح لا يمكن ان ننكرها، والفرصة موجودة لزيادة اعدادهم ولنا مصلحة كبيرة في ذلك، ولكن المنافسة شديدة ولهذا الفيزا السياحية الموحدة ستصب في مصلحة دول المنطقة ومنها الأردن بلا شك ، فلنبدأ المشاورات مع الدول ذات الاهتمام المشترك، لان في ذلك تكامل للمنتج السياحي العربي والشرق الاوسطي.
فهل سترى النور قريبا الفيزا الموحدة للدول العربية والشرق أوسطية؟
waelsamain@gmail.com