facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في بلاط صاحبة الجلالة


بلال حسن التل
12-04-2022 03:35 AM

أمضيت أكثر من نصف قرن في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة، خضت خلالها بقلمي كل معارك الأردن، ثم رأيت كيف صار الذين في الخندق الآخر ينعمون بخيرات الأردن على حساب الذين خاضوا معاركه وهذه واحدة من المعادلات المقلوبة في بلدنا والتي شجعت كثيرين على ممارسة الابتزاز لوطننا ودولتنا.

أيضا وخلال نصف قرن من العمل في بلاط الصحافة ، عايشت الكثير من الأحداث وتعاملت مع الكثير من المسؤولين من مختلف المستويات، وتعلمت أنه ما من منصب دام لصاحبه، وأنه ما من منصب أضاف قيمة حقيقية لصاحبه، إن لم يكن صاحب المنصب يستمد قيمته من ذاته فيضيف للمنصب فيكبر به المنصب بينما يصغر هذا المنصب إن كان صاحبه يكبر به ويتكبر على الناس، وتعلمت أن المسؤول الذي يحظى باحترام الناس ويخلد بضميرهم هو الذي يعمل أكثر مما يتكلم، والذي ينجز أكثر مما يصرف وعود،بل لعل أكثر فئات المسؤولين تعرضا للنقد أولئك الذين يكثرون من الوعود ومن الكلام المعسول ثم لايفعلون شيئا.

ومن تجربتي وملاحظتي آمنت أن من أهم المواقع وأشرف المناصب موقع رئيس التحرير، لأنه في صورة من صوره يمارس دور القاضي، بل لعله أهم قاضي لأن القاضي التقليدي يصدر حكما في غرفة مغلقة، ولا يعلم بحكمه ويتأثر به في أغلب الأحوال إلا عدد محدود من الناس، بينما قرار رئيس التحرير بنشر مادة أو رأي يصل إلى جمهور الناس ويؤثر بشرائح واسعة منهم، وهذه ميزة أخرى للعاملين في بلاط الصحافة.

جعلتني شخصيا أشعر أنني كنت ومازلت أمسك بأمضى الأسلحة وأكثرها تأثيرا، أعني به سلاح الكلمة، وهو سلاح لايستطيع أحد مهما بلغت قوته أن يجرد صاحبه منه، مالم يلوثه صاحبه أو يؤجره، لذلك انتصر تاريخيا حامل القلم على حامل السيف، مثلما انتصر المفكر على الطاغية والمستبد، لذلك تتذكر البشرية الكثير من مفكريها وشعرائها وكتابها بالتبجيل والاحترام، بينما تتذكر القليل من الطغاة لأخذ العبرة والتنبيه من تكرار تجاربهم، ولهذا أسباب كثيرة ليس أولها وأهمها أن حامل القلم هو من يكتب التاريخ ويلونه برؤيته، فالتاريخ يكتب من الزاوية التي ينظر منها حامل القلم إلى الأحداث،ويفسرها من هذه الزاوية، بل أيضا لأن الكاتب والمفكر هو ضمير شعبه، وحامل مشعل التنوير لهذا الشعب، وهنا نتحدث عن الكاتب الحر المتلزم بقضايا الشعب والأمة ، والذي يصنع نهضة أمة وهو أكثر مانحتاج إليه في زمننا هذا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :