عندما سجلني والدي في الـ KG1 "في المدرسة الانجليزية" في مدينة الكرك، قصوا علينا حكاية الارنب الذي أكل اسداً.
نقلني والدي في السنة التالية الى "المدرسة الامريكية" في الكرك لمرحلة KG2. تفاجئنا حينها عندما قصوا علينا قصة الاسد الذي أكل ارنباً. لم نصدق. تساءلنا فيما بيننا لأننا لم نجرؤ على سؤال المعلمة: هل يمكن للاسد ان يقل عقله فيأكل ارنباً؟ لأن الارنب لا يشبع الاسد. فلماذا يضيع الاسد وقته وجهده في الركض وراء ارنب ينطنط ويختبئ في جحرٍ لا يستطيع الاسد دخوله.
أخيراً، وبعد سنوات من الحيرة، قرر والدي ان اطلب العلم في الصين. في الصين اتضح لي، ان الرواية الاولى كانت صحيحة بعكس الرواية البديلة. فقد اكل الارنب الانجليزي الاسد الهندي، ونهش اجزاء من الاسد العثماني واجزاء من اسد قارة امريكا الشمالية. وكذلك الارنب الاسباني والبرتغالي. بلع الارنب الهولندي الاسد الاندونيسي. وتمكن الارنب الياباني من ابتلاع الاسد الصيني والكوري والهند الصينية. والامثلة كثيرة آخرها الارنب الاسرائيلي الذي كسر عظام الاسد العربي.
أما الرواية الثانية فلم تكن صحيحة. فقد عَلِقَ الارنب الفيتنامي في حلق الاسد الفرنسي اولا ولم يستطع بلعه. ثم علق في حلق الاسد الامريكي الذي ظن أن فاه اكبر ولم يستطع بلعه.
كما علق الارنب الافغاني في حلق الاسد السوفيتي ولم يستطع بلعه. ثم علق في حلق الاسد الامريكي فغص به ولفظه.
الارنب يستطيع ان يأكل أسداً من قش. ولكن الاسد لا يستطيع أن يبلع او يقضم ارنبا من الفولاذ.