الافطارات الملكية .. احياء لقيم رمضانية انسانية
هشام عزيزات
11-04-2022 11:09 AM
لا يمكن النظر الى السنة الملكية الهاشمية، باقامة افطارات رمضانية او المشاركة بها، وهي تحتضن سيدات رائدت، وريادين وايتام واعلاميين، الا كونها تتخطى زمن فرطنا فيه بقيم رمضان الجميلة ومنها صلة الرحم من رب الاسرة الكبيرة، لبعض من ابناء اسرته التي ضربهم القدر بفقد ابائهم او امهاتهم، او غابوا بسبب او اخر، عن دفء الاسرة وحنانها، او سيدات نحتن بالصخر حضورهن في مختلف مناحي الحياة، ورياديين اعطوا للريادة معناها الانجازي والتفوق، واهتبال فرص الحياة، واعلاميين كانوا على قدر من مسؤوليتهم بصناعة الوعي والراي العام الوطني العقلاني، وبالطبع الباب ما زال مفتوحا لافطارات ملكية اخري تطال خياراتها من يستحق.
وعندما نقول تعيد الافطارات الملكية تعظيم معاني الانسانية والاخوة والورع والتقوى، فإن لرمضان في الاردن بعضا او كلا من فلسفة الحكم ممارسة، بما جسده عبر مائة عام، من نظام للتكافل الاجتماعي، عز نظيرة تراه نهجا معمولا به، في مؤسسات الدولة، وفي الاسرة وفي كل قطاعات المجتمع الاردني، مما جنبنا توترات اجتماعية خطيرة، وانقسامات افقية وعامودية وشروخات عميقة لا تندمل بسهولة، كأن نأكل لحم بعض او نشرب من دم بعض.!
وكان نظام التكافل الاجتماعي، بكل تقاليده الحميدة، ترياقا اردنيا من الامراض الاجتماعية المزمنة، والاوبئة الاجتماعية الأخرى كالمخدرات والجريمة المنظمة والسطو والتهريب وتشكل المافيات بكل اشكالها ومسمياتها، وإن كنا سنقول لا يخلو الامر، فاننا على قناعة تامة ان ما ذكرناه سالفا يعد وافدا لا مستقرا وليس له بيئات حاضنة محلية.!
اذا اردنا سرد القيم الرمضانية، التي تنهل منها الافطارات الملكية وهي تعيدها بيسر وتواضع، وحتى لا يلفها النسيان فبعد ان نكمل شهر الصوم وكأنها لم تكن حاضرة، لكن الامر فيما بعد لا يخلو من نفحات انسانية في صلب ادارة الدولة.
ونكون قد اقتربنا من عيد الفطر الذي يسبقة بايام قليلة عيد الفصح المجيد للمسيحيين كافة ورابطهما صوم لله لا للعبد فان اهم قيمة استحضرهما صوم رمضان الكريم والصوم الاربعيني الكبير.. قيمة الحلم والاناة وهي قيمة اردنية بالصميم مقرونة بقيمة الصبر وقيمة الاحسان الذي هو ليس كما يشاع بل احسان بمعنى الخشية والخوف ونبل التعامل مع جميع المخلوقات البشرية الناطقة.
وفي ثيمة الحلم الاردنية الاصيلة المغروسة والمثمرة جيلا بعد اخر وهي التي حيدتنا ومنعتنا من التورط والسقوط المؤلم في الكثير من المطبات والتوترات فمدلوها ومعناها النصي والروحي الذي هو مرسوم على الجبين وفي الوجدان المؤمن "فمن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه" صدق الله العظيم
لا يعني ذلك ان قيم رمضانية، كالسخاء والجود والمسارعة في مساعدة المحتاجين والملهوفين والباحثين عن ما يمكنهم في الاستمرار بقيمة الحياة الانبل..، ان يكون الاردن برمضانه الكريم كريما في كل شيء وعلى حساب مصالحه ورزق عياله، ومع كل تداعيات هذه القيم يبقي الملك والملكة وولي العهد، وكل الاردن الامناء الاوصياء على هذه القيم، التي تخطت ان تكون موسمية ومن قبيل الاستعراض، فنحن من كنا اوصياء تاريخيا دينيا سياسيا على العهدة العمرية، بما اكدته مع كل مرحلة وزمن عصيبان مرا على الامة، ان المقدسات المسيحية قبل الاسلامية في حمى الاردن والهاشميين.
رمضان كريم وفصح مجيد وقلنا وليس لنا اي غاية الا التذكير برسالة الاسلام في رسالتيه المحمدية واليسوعية فكلنا" مسلمون لرب العالمين، فمنا من اسلم بالقرآن الكريم ومنا من اسلم بالتوارة ومنا من اسلم بالانجيل المقدس ومنا من اسلم بالحكمة".