هل الديموقراطية علاج الإنسان والشعوب؟
د. عزت جرادات
10-04-2022 12:52 PM
قد يتفاجأ المرء إذا ما اطلع على عبارة تقول، (إن الديموقراطية مفيدة للصحة وتؤدي إلى حياة أطول)، وعبارة أخرى تقول ( العيش في ديموقراطية مستقرة تؤدي إلى حياة أطول) – ولم تقل أفضل- وأن الأشخاص الذين يتمتعون بالحرية الديموقراطية يعيشون أطول.
جاء ذلك في عناوين لدراسة نشرها موقع (أكسيوس الأخباري) حول الديموقراطية، ومن جهة مجتمعية فقد جاء في الدراسة أن الديموقراطية تزيد من ثروة الشعوب بنسبة (20%) على مدار (20) عاماً، وتؤدي إلى الإلتحاق بالتعليم الثانوي بنسبة (100%).
ولسنا بمجال فحص هذه الاستنتاجات، فهي دراسة تظل خاضعة للفحص، ولكن ما يعنينا في هذا المجال هو ما أهمية الديموقراطية للأنسان والمجتمع من ناحية نظرية.
لقد أحدثت الديموقراطية عبرتاريخها الأنساني تغيرّات جذرية في أدوار الإنسان الفرد وفي المجتمع، حيث إحياء دور الإنسان للمشاركة الفعالة في جميع مناحي الحياة المجتمعية، وعبر تاريخ / علم الإنسان، فقد أعادته الديموقراطية إلى كرامته الإنسانية؛ وغيّرت في أدواره المجتمعية وأصبح الإنسان هو محور التطور المجتمعي وأداة تقدم المجتمع.
ومن جهة أخرى، فقد كان للديموقراطية دورها في مسألة حقوق الإنسان الحق في التعبير والفكر وإحترام الكرامة الإنسانية، ويذهب البعض إلى القول بأن الديموقراطية أسهمت بشكل أساسي في حماية تلك الحقوق بالتشريعات؛ كما أن مفاهيم الديموقراطية ومبادئها قد أخضعت جميع مناحي الحياة المجتمعية للحوار والتحليل والتقييم من خلال إعمال العقل؛ فتحولت حياة الإنسان الفرد إلى مَشْغل فعّال للتجارب الإنسانية، كما حوّلت المجتمع الديموقراطي إلى مختبرٍ كبير للحياة المجتمعية والإنسانية لفحص مختلف فعاليات المجتمع ومؤسساته السياسية والإقتصادية والأجتماعية والثقافية، وتطويرها نحو تحقيق الحياة الفضلى للأنسان، وإزدهار مجتمعه.
وعلى الرغم من العوائد الاجتماعية والإنسانية للديموقراطية، فأن دراسة حديثة لمعهد (في ديم) توصلت إلى أن (35) دولة من أصل (195) دولة في العالم تعيش ديموقراطية ليبرالية بممارسة عالية.
كما ذكر التقرير (فريدوم هاوس) أن ثمة (60) دولة عام (2021) قد عانَتْ من تراجع الديموقراطية فيها.
هل يمكن القول أن المجتمعات العربية بحاجة إلى تجربة (الديموقراطية) من أجل حياة أفضل لا أطول، حيث المشاركة الواسعة، والنزاهة والشفافية وإستئصال الأمية والفساد.