إلى من يفرقون بين المواطن ووطنه.. وبين الولاء الصادق وأهله.. وبين المخلص وإخلاصه.. إلى من ملأوا العباءات الجميلة بدمى الشيوخ المقزمة.. إلى من استبدلوا العمل والجهد والتفاني بالنظريات.. الى من يلاحقون ذرات الانتماء الصادق في أجساد الرجال ونفوسهم فيجهزون عليها.. إلى من يمتهنون كرامات الأحرار بسطوة مواقع تبؤاوها صدفة.. إلى من يعكرون صفو النفوس ويستمتعون.. إلى من يملأون الآفاق بانجازاتهم الكرتونية وابداعاتهم الدخانية واجتماعاتهم التمثيلية.. إلى من يسوقون علينا السنتهم العذبة وجلودهم اللينة وكلامهم المغطى بقشور الصدق وهم ينحروننا وينخرون وطننا.. إلى من أفسدوا بقايا كرامة وشهامة ونخوة وإيثار.. الى من استبدلوا الكرم بالثناء.. والعطاء بالصور.. والإنسانية بالخداع.. إلى من نزعوا طعم الحياة وبهجة النجاح ونشوة النصر.. إلى من ملأوا الآفاق قهرا وذلا وكدا وعناء... إلى من حبسوا الأمطار بمعاصيهم وعظيم ذنوبهم ويصلون معنا صلاة الإستسقاء.. إلى من يجيدون فن التمثيل باحتراف لتكتمل أركان مسرحياتهم الطويلة.. إلى من يمثلون العفة والطهر أمامنا والدنس يملأهم شكلا ومضمونا.. إلى من يدعون الغيرة والحرص والدياثة ديدنهم والنفاق لم يعد يصبر على نفاقهم.. ايها الآكلون صغارنا وضمنتم هدم طريق مستقبلهم وتركتموهم كما تركتم آبائهم على مفترق طرق متشابك متداخل في ليل بهيم بعد أن قطعتم عنهم كل مصدر للنور ونصبتم أجهزتكم الليزرية تراقبون تيههم وتضحكون...
إلى أين تريدون أن نذهب وإلى أي نوع ذل تريدون بنا وصولا!!!!

في شهر (العودة).. هل من أمل لكم في (العودة).. أم أن مشروعكم لم ينته بعد... قاتلكم الله.