بدأ صندوق السكان التابع للامم المتحده جهوده بارادة أممية عام 1974 بهدف تثبيت عدد سكان العالم عند 7,8 مليار نسمه بحلول عام 2050 . لكن ما حصل ان عدد السكان قد بلغ نحو 7 مليار نسمه في العام 2000 . واذا استمر تزايد السكان على نحو ما هو عليه اليوم وهو 100 مليون نسمه سنوياً فسوف يصل العدد إلى نحو 8 مليار في العام 2030 والى نحو 11 مليار عام 2050 .

اخفاق العالم في احتواء التحدي السكاني أطاح بكافة المنجزات التي ابدعتها التكنولوجيا لزيادة انتاجية الغذاء حيث أتاحت استخداماً مكثفاً للمخصبات واستخدام البذور المهجنه والزراعه المحميه واساليب الري بالمنقطات والرشاشات المحوريه وأخيراً الاغذيه المعدله وراثياً. وهو ما قلص الامل في الركون إلى التعويل حتى على تقنيات الزراعة الرقميه في توفير الطعام لسكان العالم في المديين المتوسط والطويل إذا لم يجد العالم حلاً للانفجار السكاني.

كما يصعب أن يبقى الامل قائماً لاطعام الملايين التي تضاف الى سكان العالم باعداد غير مسبوقه في ظل تغيرات المناخ الناجمه عن تلوث البيئه خاصه بالغازات الاحتراريه الاكثر خطورة على انتاجية الغذاء وعلى الموارد الطبيعيه (مياه وثروه سمكيه ومراعي وغابات ) . وهناك تخوف مشروع من أن جهود مواجهه التغير المناخي قد لا تحظى بنجاح اكثر مما حظيت به جهود مواجهة التزايد السكاني .

يجري ذلك كله في ظل موقف غذائي راهن مهتز يعاني أصلاً من اختلال في أهم الموارد الطبيعيه في الكره الارضيه يشمل تراجع طاقة المحيطات على توفير الاسماك ، وتدهور المراعي ، وانحسار الغابات ، واستنفاذ شبه كامل لدور المنجز التقني المتراكم ، وانخفاض طاقة الدورة الهيدرولوجيه على توفير المياه العذبه ، واتساع رقعة التصحر في العالم .

لقد بتنا اليوم نتحدث بقوة عن حروب حول الغذاء محلية ودوليه ، فليس هناك ما هو اكثر حساسية من الناحية السياسيه من اسعار الاغذيه التي يمثل ارتفاعها اخطر تحدٍ للحكومات لانه اكبر مصدر للتفكك الاجتماعي والتفتت السياسي وانتشار الفوضى .

تصحيح ميزانية الامن الغذائي العالميه تحتاج لارادة دوليه منيعه ، وادارة حصيفه ، وانفاق عالٍ على عناصر معادلة الاغذيه/السكان/البحث العلمي . واقتبس هنا من واحد من اهم المراجع بهذا الخصوص صدر في العام 1994 ( ولا بد الآن لقادة العالم ان يمسكوا بزمام المبادره لبذل جهد جرىء جديد مماثل لمشروع مارشال الذي نفذ عام 1947 وانقذ اقتصاديات اوروبا والعالم بعد الحرب العالمية الثانيه) .