إشكالية "البندورة" السياسية
طلعت شناعة
09-04-2022 01:21 PM
المسؤولون الحاليون و"المُستوزرون" و"المشتاقون للمناصب" يكررون كلام الحكومة عن مشكلة "ارتفاع أسعار البندورة" وغيرها من الخضار في هذه الأيام. وهي ان الموضوع مرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية.. واحوال الطقس..
رغم أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعا في درجات الحرارة، جعلت كثيرا من الناس ترتدي قمصان الـ "نص كم".. وشهدت محال السوبر ماركت إقبالا كبيرا على "البوظة والآيس كريم".
باقي أفراد الشعب والذين يتعاملون مع "البندورة" خاصة في شهر رمضان، باعتبارها "الحاضر الاساسي" على موائدهم.. ولهذا هم لا يستغلون عنها.
وقد سألت، قبل شهر أحد أصحاب محال بيع الخضار في عمّان عن ظروف البندورة ، فقال ان المزارعين سوف يقطفونها مع بداية شهر نيسان ، وبالتالي سوف تهبط الأسعار لدرجة انك سوف تشتري ال 3 كيلو ب دينار...
وجاء " رمضان " وجاء " نيسان " وارتفعت أسهم " البندورة " وصارت تنافس " الذهب " ولم تجد الحكومة حلاّ لهذه المشكلة رغم تهديدها البائعين.. لكن كل ذلك بقي مجرد " قرارات " في ظل تعنت البائعين والتجار وعلى طريقة " اللي مش عاجبه يخبط راسه بالحيط".
وخلال عملي الصحفي الميداني لمدة تزيد على ال35عاما ، كنتُ في مثل هذه الاحوال اذهب الى منطقة الأغوار والتقي المزارعين ، وكنت في كل مرة اكتشف انهم " الحلقة الأضعف " وهم بالكاد يحصلون على كلفة الانتاج وكانوا يقولون ان " السماسرة " والتجار الكبار هم الفئة المستفيدة من ارتفاع الأسعار سواء البندورة او غيرها من المحاصيل الزراعية.
لا أحد يقدر على هؤلاء... واول الضحايا هو المزارع البسيط...
هناك من الناس مَن يتحدث عن " التصدير " كسبب لارتفاع الاسعار.
سالت بعض أصدقائي" البائعين " وقالوا ان " كيلو البندورة " عليهم مرتفع ولهذا يبيعونها ب دينار و 85 قرشا و ... اضطررتُ لشراء كيلو للضرورة ...
وليس من المعقول أن يدور المواطن على المحال من أجل شراء كيلو بندورة باقل سعر.
" تعويم الأسعار " واضح انه يشجّع بعض التجار على ممارسة " الاحتكار " جهاراً نهاراً..
ولا عزاء ولا صحن " سلَطة " للمواطن الغلبان !!