المشهد الفلسطيني والمتغير الخفي
د. حازم قشوع
08-04-2022 11:27 PM
منذ ان استلم الرئيس جو بايدن سدة الرئاسة وادخل المنطقة وقضاياه في المنظومة الامنية التي تكفل الامن للجميع بقيادة سنتكوم واسرائيل مازالت تحاول التمرد على هذا القرار لاثبات وجودها لاسيما بعد ما نجحت سنتكوم من اعادة تشكيل المنظومة الامنية الاسرائيلية لتتواءم مع سياسيات برديع قائد الموساد الجديد كما استطاعت من تشكيل متوافقة حكومية اسرائيلية بحيث تكون فيها الادارة الديموقراطية قادرة على التعامل معها من على اسس تعزز لاسرائيل امنها وحضورها الاقليمي بشكل طبيعي لكن من دون السماح لاسرائيل في القفز حول الواقع الجديد الذي يقوده وليم بيرز من خلال القيادة الوسطى من على ايقاع فرض السيطرة السياسية على مناخات المنطقة بروابط امنية وعمل على جعل طاولة القرار فيها طاولة مستديرة بعدما كانت لسنوات عدة طويلة فترة حكم نتياهو وترامب مستطيلة بقيادة اسرائيلية.
تيار المعارضة الاسرائيلية بزعامة نتنياهو الذي يريد ان يشكل للمنطقة عنوان حماية وشرعية دخول للبيت الابيض من خلال ادارته حاول ان يعيد حضوره السياسي من خلال توافقات النقب بالتعاون مع يائيير لابيد قبل دخول المنطقة باجواء رمضان واستغل هذا التيار قرب وصول الولايات المتحدة وايران لاتفاقات تنهي الملف الايراني في فيينا ليحاول العودة من جديد للساحة السياسية عبر اختراقه للائتلاف الحكومي باسرائيل من خلال رئيسة الائتلاف الحاكم الوزيرة سيلمان في محاوله يائسة من نتياهو للعودة للمشهد العام عبر انتخابات مبكرة.
الامر الذي سيقوم لاضعاف الائتلاف الحكومي ويصبح هذا الائتلاف غير قادر على المبادرة واتخاذ قرار سياسية فلا يقوم بتقديم اية تنازلات للادارة الامريكية او التعاون معها من اجل حل عقدة النزاع في المنطقة وهي العقدة التى تعتزم ادارة الرئيس بايدن على حلها العقدة الرئيسية فيها حتى يتمكن المجتمع الاسرائيلي من العيش بسلام وامان وان يمارس مكانته الطبيعية كباقي شعوب المنطقة وهو ما تريد بلورته الادارة الامريكية الديموقراطية قبل ان يتم تثبيت الحالة السياسية والمناداة على من يمتلك مقعد الجلوس للتفضل بالجلوس على الطاولة المستديرة برعاية القيادة الوسطى.
ان مغادرة الولايات المتحدة مربع الحالة السياسية في المنطقة يبدوا انه مرهون بانهاء الملف الفلسطيني الذي مازال يتعرض الى حالة شد تدفعه اما للمسار الذي يمثله نتياهو واعوانه وهو يريد تذويب القضية الفلسطنية في اطار الملف الاقليمي القادم واما المسار الثاني الذي يقف جلالة الملك والرئيس ابو مازن والمؤيد من ( البولدنسبيرج ) الامريكي وهو ما يريد انهاء هذا الملف بعودة الاطراف لطاولة المفاوضات وهو ما دعت اليه الادارة الامريكية لاستضافة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لواشنطن على الرغم من ممانعة اسرائيل الاولية لكن هذه الممانعة تحتوي على اهداف باطنية وليس لذات الدواعي الشكلية والتي باطنها يقوم على سبل استقرار المربع الحكومي الاسرائيلي اولا والذي هو في يد سنتكوم صاحبة القول الفصل بذلك.
وفي هذه الاثناء مايزال الشعب الفلسطيني يسطر امثولة في المقاومة والتصدي وهو يدافع عن مقدسات الامة وحرماتها
ويقدم التضحيات الجسام لتحقيق استقلاله ويعمل بكل ما يتوفر له لجلاء المحتل الذي مازال يجثم على صدور ابناءه ويخالف قرارات الشرعية الدولية بغطرسة وبقرارات احادية عملت على استفزاز الشعب الفلسطيني وجعلته يقود انتفاضة القدس من اجل الانسانية ومن اجل اعلاء قيمها وللمحافظة على ثقافتها وحضارتها من الاختطاف من زمرة تريد اعادة صياغة التاريخ باثر رجعي ليكون على اهواء نتياهو وما تؤمن به زمرته وزبانيته وهذا لن يمر.