غنيمة المَرءِ صِدقُ قَلبِه
د.أسمهان ماجد الطاهر
08-04-2022 05:22 PM
الخلافات في العلاقات الإنسانية تحدث سواءً شئت أو أبيت، ويمكن أن يسبب الخلاف ألمًا وتوترًا كبيرًا.
ولكن الاعتذار الصادق، والقلب الطيب، يصلح الضرر، وبالذات إذا أتقن القلب صفة التسامح.
المسامحة تجلب لك نوعًا من السلام يساعدك على المضي قدمًا في الحياة.
التسامح هو النقلة النوعية من حالة الغضب المختزن بداخلك، إلى حالة الهدوء والسلام الداخلي، وعادة ما تحمله النفوس البريئة الطيبة دون غيرها، لأنها لا تضمر الشر حتى بأقصى حالات الغضب .
عندما يؤذيك شخص تهتم لأمره، يمكنك التمسك بالغضب والاستياء، أو تقبل الاعتذار وتمضي قدمًا.
هو قرار صعب إن لم يصدر عن نفس راضية فلا جدوى منه، فالقلب يضل حامل، عبئا ثقيلا، ينعكس على ملامح الشخص بؤسا وشقاء.
يقال بأن التسامح هو شيء تقوم بها لنفسك قبل غيرك. فسامح وطهر روحك مما ران عليها. لقد خلق الله لك نعمة لا ندرك قيمتها إلا عند الأسى وهي نعمة النسيان. فأنسى، ونقي نفسك بالتسامح.
ستواجه في الحياة أصناف كثيرة من البشر، لك بظاهرها وما تبدي لك من ود، لا تحكم على شخص من كلام شخص آخر، لا تدقق في النوايا كثيرا، وعيش بقناعة لكل إنسان ما ينوي.
تخلى عن الاستياء ونسيان أسباب الخلاف، ودع السلبية تخفف قبضتها عليك، المسامحة تساعد على تحرير نفسك من سيطرة الشخص الذي أساء إليك، وهي مرحلة نسيان الفعل الذي أذاك، أو أساء إليك، بدلا من أن تحمله معك دائمًا، لذلك تعتبر قوة، فسامح ودع الزمن يمضي.
مدرسة الحياة تعلمك، بأن تكون قوياً، تعلمك بأن تكافح، وتعتمد على ذاتك، قبل غيرك. تعلمك أن كل الآراء الهجومية، لن تقلل من قيمتك، تعلمك العزم والشجاعة والقوة. تعلمك أن تصمد مهما واجهت.
تجاربك ستجعل منك شخصا عقلانيا يتدارك الأمور في أي لحظة.
الحياة الجميلة لا تعني أننا نعيش حياة سعيدة خالية من أي مشاكل، بل تعني أن تدرب نفسك على امتلاك قدرة إفراغ تفكيرك من كل شيء يزعجك.
سامح وعيش بقناعة داخلية، مفادها، من لا يقدر إخلاصك، وبراءة روحك، وصدقك، بسرعة ساعة رملية أتركه يتسرب من بين أصابعك كحفنة رمل.
المسامحة تأخذ صورا مختلفة لان البشر خلقوا مختلفين. ومع ذلك، فإنه بشكل عام تنطوي على قرار بالتخلي عن الاستياء ونسيان الماضي وكل أسباب الخلاف.
الأيام ليست مثالية. ليس على قراراتك أن تكون صائبة دائما، لا بأس في أن تخطئ مرة ومرتين حتى تتعلم. لا يجب عليك أن تكون مثالي، لست لوحة ولا منحوتة ولا شيئا سيعرض للتعديل والنقد، يكفي أن تكون أنت بكل وضوحك وصدقك، وتسامح نفسك، وتعيش الحياة كناجي وليس كضحية.
إن الإحساس بالسلام والأمان ليس في المنزل الذي تعيش فيه، ولكن هو في السكون والراحة مع من يسكن القلب. غنيمة المَرءِ صِدقُ قَلبِه. عيش بقناعة أن البشر لبعضهم أرزاق، فادعوا الله أن يديم عليك نعمة الحياة مع الاطيب والاصدق، والأوضح والأنقى.