عندما كنا صغارا كنا نعشق تربية الحيوانات الأليفة إلى حد كبير فمرة قطة ومرة عصفور ومرة سمكة والجريء منا كان يفكر بتربية الكلاب لاعتبارات كثيرة اجتماعية ودينية ولربما خوفا منهم.
حقيقة لقد جربت تربية جميع الحيوانات الأليفة باستثناء الكلب كنت دائما أخاف حتى الاقتراب منه اشعر انه ذلك الحيوان صاحب النباح العالي المستمر الذي ينبح على كل شيء ويملك اسناننا حادة قد تقطع أحد أعضائي.
لم اكن أتوقع ان يأتي يوما واقتني كلبا حتى شاءت الظروف وبعد إلحاحا شديد من ابنائي.
احضرنا جروا صغيرا وكان التخلص منه أحد أهدافي عندما يشبعون رغبتهم فيه.
تجرأت هذه المرة في التعامل معه لأنه كان فعلا صغيرا ومع ذلك كنت حذرا من ان تصل يدي الى فمه او اسنانه وما جعلتني اعتني به هو شعور المسؤولية فقط لا غير.
ومع المرور الوقت اكتشفت ان هذا المخلوق هو الطف الحيوانات الأليفة واحرصها على عدم اذيتنا.
بدأت تتغير لدي جميع الانطباعات عنهم انه فعلا ينبح لا ليخيفك، بل قد يريد شيئا او لأنه جائع او يريد ان تلعب معه وهو ايضا عندما يستعمل اسنانه كثيرا ما يعبر فيها عن حبه لك وقربه منك وتراه يلتصق فيك كصديق وفي لا يعرف في الحياة غير الوفاء حتى عندما يريد ان يلعب وهو يقترب منك حتى يشعرك انه لا يوجد غيرك لتلعب معه وهو في حفظ الروتين بارع وفي الصبر اروع.
يأخذ منك كل ما تقدمه له ويكون شاكرا ممتنا ويحفظ دروسه التي تعلمه له ويحاول اتقانها حتى ترضى عنه وكل ما يقوم به يشعرك بانه يريد رضاك .
ولكنه لا يجد طريقة غير العواء للتعبير عن الحب ولا يجد طريقة غير استعمال فمه واسنانه ليظهر لك امتنانه وحبه واقترابه لك.
عندما تعاملت مع هذا المخلوق ايقنت ان هناك في حياتنا اشخاص تشبه الكلاب في صدقها وفي صبرها وفي حبها للعطاء وفي قلبها النظيف الطيب لكنها للأسف لا تملك وسيلة للتعبير فيظلمها المجتمع وتظلمها السنة الناس والعادات والتقاليد ليتحول الى انسان صاحب لسانا صليت او اهوج عصبي لا يعرفه كيف يرتب كلامه وافكار والنتيجة الآن أن هذا الكلب أصبح جزء رئيسي في عائلتنا يصعب بل يستحيل الاستغناء عنه وقد نتعلم منه في المستقبل ما لم تعلمنا الحياة والمدارس والجامعات.