صيف حار .. يعم العالم كله، وللمنطقة العربية,ومنها الاردن نصيب كبير من هذه الظاهرة.. فإذا كان سكان مناطق المرتفعات الجبلية يشكون ارتفاع درجات الحرارة هذا العام بصورة غير مسبوقة ، فكيف الحال بسكان المدن المكتظة والمناطق الصحراوية والاغوار التي قد تصل فيها درجة الحرارة إلى ما يقارب 45درجة أو أكثر في بعض الأحيان..
إذا ما يقال عن مصطلح الاحتباس الحراري بدأ يستقر في أذهان الكثير من الناس بما فيهم الأميون من خلال ما يسمعوا في نشرات الأخبار عن هذا الموضوع وعن آثاره الخطيرة على الإنسان ومنها ارتفاع درجة الحرارة التي صارت مؤذية إلى حد كبير على صحته.
الاحتباس الحراري الذي أصبح يهدد مظاهر الحياة على كوكبنا لم يأت بسبب ظرف طبيعي كانحراف الأرض عن مسارها واقترابها من الشمس وإنما هو نتاج جرم اقترفه الإنسان ولا يزال متجاهلا لعواقبه حتى الآن.
فالله سبحانه وتعالى استخلف الإنسان على هذه الأرض ووضعها كوديعة يحافظ عليها لكي تعيش كل المخلوقات ، ووفر الله سبحانه وتعالى كل مقومات الحياة من الماء والهواء والتربة وأوجد فيها الكثير من الخيرات لكي ينعم الإنسان بها بمعايير العقلانية والتوازن .. فانصرف هذا الإنسان إلى العبث والاستهتار بالتوازن الطبيعي وأساء استخدام الموارد وأسرف في نهبها والقضاء عليها فخلف نشاطه المدمر آثارا سلبية على البيئة ، وقادته أنانية الإثراء والهيمنة إلى استنزاف موارد الطبيعة بشكل جنوني.
ورغم أن الإنسان حقق تقدما في العلم وأنتج سلعا ومعدات منحته المزيد من الرفاهية إلا أنها لم تخلُ من تشكيل وجه قبيح لهذا التطور والمعروف اليوم بالمخالفات الكيميائية والغازية حتى بدأ الوجه القبيح يثير التوجعات والخوف والقلق والاكتئاب على الوجه المرفه والناعم الذي نعتقد أنه يتحسن مع التطور والتقدم العلمي.
فما جدوى التقدم والتطور الذي تتسابق الدول الغنية في طريقه إذا كان الكوكب الأرضي الذي نعيش فيه جميعا لا يزال مهددا بأنانية وطمع هذه الدول وبعيدا عن دائرة المعالجة والحلول العقلانية للمشكلة برمتها.