facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تحولات كبرى في الموضوع اليمني تنبئ بالانفراج والسلام


سمير الحباشنة
06-04-2022 12:08 AM

بعد أن دخلت الحرب الضروس التي جفّفت الضرع وحرقت الزرع ودمّرت البنى التحتية وجوّعت الأطفال وأشاعت المرض في يمننا الغالي، بعد كل سنوات المعاناة تلك، شهدنا في الأيام الأخيرة سلسلة من التحولات السريعة في مواقف كل الأطراف المعنية في الموضوع اليمني، وجميع تلك التحولات تصب في سياق واحد وهو الانفراج كخطوة على طريق الحل النهائي الدائم للمشكلة اليمنية.

لقد تعب اليمنيون وتعبنا معهم كعرب وتعبت الإنسانية بتلك المأساة المدمرة، وما ترتب عليها، وبالتالي فإن تلك التحولات التي انتظرناها طويلاً إنما هي موضع التثمين من الجميع.

****

وقد بدأت بشائر التفاؤل بمبادرة مجلس دول التعاون الخليجي العربي ودعوته لكافة أطراف المعادله اليمنية، إلى اجتماع تشاوري يمني–يمني في مقر المجلس. تلته مباشرة مبادرة صنعاء وإعلانها وقف العمليات العسكرية بشتى أشكالها لمدة ثلاثة أيام. إلى أن توّجت تلك المبادرات بإعلان المبعوث الأممي عن هدنة لمدة شهرين قابلة للتجديد مقترنة بفتح ميناء الحديدة لوصول الغذاء والمواد الأساسية للشعب اليمني، وكذللك فتح مطار صنعاء برحلات إلى عمان والقاهرة وهما المحطتان الأهم بالنسبة للشعب اليمني نظراً للحضور الكبير للأخوة اليمنيين في كل من الأردن ومصر، والأهم في ذلك هو القبول الفوري لكافة الأطراف اليمنية للإعلان الأممي، قبول صنعاء، وقبول الأخوة في عدن، وقبول حكومة الرئيس هادي، وكذلك الكثير الكثير من الشخصيات اليمنية الوازنة التي لم تنخرط في تلك الحرب، ولم يتوقف سعيها نحو إحلال السلام في اليمن وعلى رأسهم الاصدقاء الرئيس علي ناصر محمد ومعالي د. أبو بكر القربي والراحل الكبير د. محسن العيني. والمهم أيضاً تأييد التحالف العربي لذلك الإعلان الأممي.. والذي قوبل بصدى ترحيبي على الصعيدين العربي والدولي بما في ذلك إيران.

****

إن تلك الهدنة، وإن صمدت فانها ستكون متنفسا للشعب اليمني بعد سنوات هي الأقسى بتاريخه المعاصر، لتبدأ حوارات يمنية-يمنية، نأمل أن تتوسع فتشمل كافة أطراف المعادلة اليمنية وبمشاركة فاعلة ممن لم ينخرطوا في الحرب أيضاً لأنهم سيكونون صوت العقل القادر على رسم ملامح المرحلة الانتقالية وإطالة أمد الهدنة حتى يصل الجميع إلى ما يصبو إليه كل يمني وعربي. وصولاً إلى نظام يمني تشاركي ديمقراطي يأتي بالسلام والأمن للشعب اليمني ويحافظ على وحدة التراب اليمني، وفق مصالحة وطنية تاريخية تعيد الأمور إلى نصابها المطلوب.

إننا في مجموعة السلام العربي وعلى مدار سنوات لم نتوقف عن توجيه النداء تلو النداء والاتصال المباشر بكافة أطراف المعادلة اليمنية من أجل دعوتهم للحوار، ودعوتهم إلى إيقاف الحرب، واللجوء إلى مائدة الحوار وإلى الكلمة كبديل للبندقية، وها هي اليوم تُتوج جهود الخيّرين الذين يريدون لليمن الخير بأن يعود يمنا سعيدا كما درسنا عنه في التاريخ، وأن تبدأ أطراف المعادلة اليمنية بنوايا حسنة وبالإقدام على خطوات تأريخية جريئة من التنازلات المتبادلة عسى ولعل أن يكون هناك قواسم مشتركة بين كافة اليمنيين، تضع اليمن في الخانة التي يريدها كل يمني ويريدها كل عربي ويريدها كل شخص محب لهذه البلاد العريقة.

****

وبعد، أهل سبأ اليوم مطالبون باهتبال اللحظة الراهنة، وأن يستثمروها استثمارا إيجابيا، وأن ينظروا إلى بعضهم البعض دون النظر إلى الخلف، فالعربي يجب أن يتخلص من التفكير الماضوي وطرح السؤال المعهود «من الذي بدأ ومن هو الذي أخطأ"؟!!.

يبدأ الجميع من الآن صياغة رؤية للمستقبل. وأذكرْ الاشقاء اليمنيين بأن أوروبا خسرت ستين مليوناً على مذبح الحرب الثانية، ومع ذلك جلس الأوروبيون معاً المنتصر مع المنهزم ولم يتوقفوا عند الماضي بل وضعوا خططاً وبرامج لمستقبلهم الواحد معاً، وعلى أساس أن ما جرى يجب ألا يتكرر، وهي نفس الرسالة التي أبعث بها إلى الاشقاء اليمنيين.

****

وأن مجموعة السلام العربي التي اتشرف بعضويتها على استعداد لأن تكون من الأطراف التي تدفع باتجاه سلام يمني راسخ ونظام يحافظ على وحدة شعب اليمن وترابه الوطني، نظام ديمقراطي تشاركي تسود به المواطنة على أي شيء آخر سواء كان مناطقياً أو مذهبياً أو معتقدياً، فالمعتقد والمذهب والمناطقية عندما نتعامل معها في إطار المواطنة فإنها تصبح ضربا من ضروب التنوع الإيجابي المعطاء، وغير ذلك فانها تكون خلافا مدمرا هي حالتنا في اليمن وحالتنا في أقطار عربية عديدة.

والله ومصلحة العرب وسلامة اليمن من وراء القصد

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :