قرأت في مكان ما لا أذكره تماما أنه وقبل عدة قرون وفي قرية بريطانية اسمها»هاي والكومب» كان المسؤولون في القرية، ومنهم رئيس المجلس البلدي وزوجته ومساعده وسكرتيره وجميع أعضاء المجلس، يحضّرون لاجتماع عام في ساحة القرية، في الأول من أيار من كل عام حيث يؤتي ب «قبان»ويتم توزين المسؤولين، كل واحد على حدة، ليعرف الناس هل زادت أوزانهم وسمنوا على حساب الشعب أم لا. وحينما جاء «كرومويل» في القرن السابع عشر أبطل هذه العادة، ثم أعيدت بعد سقوطه.
ما رأيكم.... هل يمكن تطبق هذه العادة في عالمنا العربي؟؟!!
شخصيا أعتقد انه لا يمكن تطبيق هذه العادة بتاتا، ليس في العالم العربي فحسب بل في العالم أجمع، ولسبب مفرط في البساطة، وهو أن اللصوص والفاسدين وسارقي خيرات الشعوب، في هذه الأيام، لا ينصحون ولا يسمنون ولا يتدعبلون، بل تنصح وتتدعبل حساباتهم البنكية، بينما تبقى خصورهم أكثر حمالا من خصر راقصة حديثة تضع صورها على الأنستجرام، بعد أن يعمل الفوتوشوب عمله.
اللصوص الجدد صاروا يذهبون يوميا إلى «الجم» حيث يحيط بهم المدلكون والمدربون الذين يحرصون على بقاء أجسادهم ضمن المعقول، وجمّات الأثرياء، كما تعلمون، من النوع الثري والمكلف طبعا.
لذلك ما عادت صورة الرجل المتكرش، كما كانت سابقا، تدل على من يستغل الناس ويبتلع حصصهم في الحياة الحرة الكريمة.
لذلك أبقى هؤلاء التكرش لي ولكم، وللبؤساء والمقهورين، الذين يملؤون كروشهم بالخبز القراح وباللحم المجمد أحيانا، وينافسون الدواب على أعشاب الربيع مثل الخبيزة واللفيتة والبقلة وأمثالها.
هؤلاء فقط إذا وزنتهم ستكتشف أنهم يتضخمون ..حد الإنفجار.
وتلولحي يا دالية
الدستور