عندما دب العجلوني الصوت!!
عودة عودة
04-04-2022 04:52 PM
صحبتي مع الدكتور كامل العجلوني ليست قصيرة وعابرة ومنذ كان وزيراً للصحة وحتى الآن وأشتاق لزيارته بين الفينة والأخرى في "عرينه" المركز الوطني للسكري الذي هو رئيسه.. ومؤسسه، فوق ذلك استمتع بلقائي به أيما وأجما إستمتاع فهو يقول بإسلوبه والذي يذكرنا بإسلوب الكاتب المسرحي الفرنسي "مولير" ما لا يقوله الآخرون في إختصاصه كطبيب برزة ومرموق وفي أمور أخرى وطنية وإنسانية كثيرة مهمة ومجدية حقاً وحقيقةً..
وأعجب من الدكتور العجلوني كيف يحمل السلم بالعرض في أمور وقضايا كثيرة يدافع عنها بقوة ومنها: عندما يقوم على سبيل المثال "بحملة غاضبة" وأعجب منه أنه يقود حملة غاضبة ودون خشية من أحد ضد المناسف التي يتلذذ بها جميع الأردنيين سواء كانوا في ديارهم أو بعيداً عنها في بلاد الغربة فيصفها ب "سلاح الدمار الشامل " .. الدمار لجسومنا و الإتلاف لأموالنا...
مؤخراً .. دعانا الدكتور العجلوني مشكوراً معشر الكتاب و الصحفيين و الفنانيين للإستماع الى محاضرة مهمة له أُقيمت في إحدى القاعات الكبرى بالمركز الوطني للسكري , و مع أن كل ما قاله حول "الوضع الصحي" في بلادنا هو مشكلة و قضية عالمية إلا أنه في الأردن و وطننا العربي يشعرنا بالخجل و الضياع و لا داع للدخول في التفاصيل المبكية .. و المضحكة معاً فالالآف من المناسف التي تولم في أفراحنا و أتراحنا و غيرها من المناسبات "المفتعلة .. و الإستعراضية" على مدار السنة و يرمى بمعظم ما تبقى منها في القمامة, يقابلها آلالاف من الفقراء الأردنيين نساءً و أطفالاً و شيوخاً و حتى شباباً و شابات نراهم يومياً ينبشون صباح مساء حاويات القمامة هذه في مدننا و هم يبحثون عن لقمة طعام لهم و لذويهم .. هذا هو المبكي .. أما المضحك فقد أكد العجلوني و بالحقائق و الأرقام أن نصف الأردنيين يعانون من العجز الجنسي , و أن الأردن من أعلى عشر دول في العالم في زيادة الوزن و أن داء السكري و الضغط نتيجة ذلك تفتك بالمئات يومياً في بلادنا و أن الصرف على الأمراض المزمنة عاماً بعد عام في تزايد و مؤكداً على أهمية الطب الوقائي و في المقدمة ممارسة رياضة المشي للتخفيف و الحد من هذه المأساة الوطنية
لقد حملّ الدكتور العجلوني كثيريين من جهات رسمية و أناساً عاديين مسؤولية هذه الكوارث الصحية في بلدنا و الذي يعيش حالة من العوز و المديونية الفاضحة تدفعاه ليمد يده لمساعدته من قبل الآخرين و الذين في معظمهم بعيديين عن النخوة و الكرم متسائلاً : " و كمن يدب الصوت " .. لماذا نحن هكذا..!!؟؟