وفد عن الجامعة العربية في موسكو .. ما الجديد؟
هاشم الحديد
04-04-2022 03:38 PM
يزور موسكو اليوم الاثنين وفدا من وزراء خارجية الأردن، الجزائر، السودان، العراق ومصر، بمساعي حميدة لإيجاد طرق دبلوماسية لحل الأزمة الروسية – الأوكرانية. وبحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية الجزائرية فإن "الوزراء العرب سيستمعون إلى مواقف وانشغالات الطرفين على ضوء آخر التطورات الأمنية والسياسية للأزمة في أوكرانيا، كما سيبحثون آفاق وسبل مساهمة مجموعة الاتصال العربية في مساعي التهدئة والتخفيف من حدة التوتر، وصولا إلى تقريب وجهات النظر بما يسمح بالتعجيل في التوصل إلى حل سياسي".
إذا اليوم نرى زيارة لوفد الجامعة العربية لموسكو والتي يمكن أن القول أنها خجولة بعض الشيئ كونها تأتي بعد أربعين يوماً على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وبعد عدة جولات من المفاوضات تبناها الجانب التركي، ويمكن أن نضيف هنا أن هذه الجولات أتت بثمارها من خلال الانسحابات التي قام بها الجيش الروسي والحد من النشاط العسكري باتجاه مدن كييف وتشيرينهيف، والتي أبدى الجانب الروسي حسن نيته بهذه الانسحابات لاكمال سير المفاوضات. لكن هنا يمكن أن يطرح المتابع سؤالا حول جدوى وتأثير مجموعة الاتصال العربي في الجامعة العربية على الجانب الروسي والأوكراني لايقاف هذه الأزمة عالميا؟
المساعي العربية الاصلاحية اليوم بتقديري تأتي من باب عدم اتخاذ أي موقف سياسي من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأن لا يكونوا مجبرين في الأيام القادمة على ذلك، وليكون مسعى من هذه الدول للحفاظ على علاقات متوازنة مع موسكو من جهة، وواشنطن والدول الأوروبية من جهة أخرى، خصوصا أن عدد كبير من الدول العربية اليوم وفي ظل الازمة والظروف الحالية، يواجهون أزماتٍ اقتصادية صعبة نتيجة الظروف التي يمر بها العالم اليوم، وتشهد بلدانهم ارتفاعاً كبيراً بأسعار السلع والمواد التموينية وبتقديري سيتبع ذلك قريبا بدء نفاذ المخزون لديهم من القمح والحبوب إذا لم تحل هذه الأزمة، فهم يعتمدون بشكل كبير على استيراد الحبوب والقمح من روسيا وأوكرانيا، بالتالي وجب عليهم التحرك الان ولو متأخراً لمحاولة تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول للأزمة على الصعيد الإنساني.
دول العالم العربي تحملت اليوم الكثير من المتاعب نتيجة المنافسة على المصالح بين الدول الكبرى في العالم، نتمنى أن يكون لمساعيها الدبلوماسية في تقريب وجهات النظر تأثيرا ملموساً على أرض الواقع وأن تنتهي هذه الأزمة بأقل الخسائر على اقتصاداتهم.