رغم أن حديث وزارة الصناعة والتجارة عن مراقبة الأسعار مهم لكن مجرد الحديث ليس هو هدف المستهلك، بل هدفه رؤية شيء حقيقي في السوق الملتهب. متى جاء العز للبندورة لتصبح بثمانين قرشا"؟ متى كان حال الخيار بهذه الأرقام؟ أما ورق العنب فحدث ولا حرج: ثمانية دنانير للكيلو "الحمد لله عندي دالية سأتاجر بها من الآن فصاعدا"!! اللحوم بعشرة دنانير للكيلو؟ أكل الناس لحمهم بالغيبة أرخص بالمعيار المادي.
أما الدجاج فحدث ولا حرج، تقول الحكومة إنه فاسد قبل رمضان بينما الآن سياسة "خليهم ياكلوا".
قطايف العام الماضي بنصف دينار أما السنة فاليوم ثمن الكيلو دينار وبالطبع ليس سوبر ديلوكس.
من هو سمسار الأسعار؟ بل من هم السماسرة؟ سماسرة استغلال الشهر الفضيل وربما هم صائمون يقرأون القرآن ناسين أن هناك من لن ينل من صيامه إلا الجوع والعطش، ومن يقرأ القرآن والقرآن يلعنه.
التاجر الحقيقي يتاجر مع الله ويشعر برقابته ولا يستغل ولا يحتكر ولا يغش.
تاجر يشعر بوجود من لا يقدر على هذه الأسعار!! انها أسر فيها أطفال يطلبون ويريدون لكن والدهم المسكين لا يقدر على تنفيذ الطلبات لأن قُطاع الطرق يقفون له ولأطفاله بالمرصاد. ومع بداية رمضان يتناولنا تجار الأطعمة والأشربة، وفي نهايته يستلمنا تجار الألبسة، وعند عيد الأضحى يستعمرنا تجار اللحوم والأضاحي.
بكل صراحة يا وزارة الصناعة والتجارة لا يهمني وجود المراقب بل يهمني أن ألمس أثر وجوده. الكل ينهش: الماء، الكهرباء، الهاتف، الجمرك، الضريبة، رسوم الجامعة، الفندق، الطاقة، الدواء، الايجار، ...فماذا بقي ليتم نهشه؟ انتبهوا لقوله تعالى "لعلكم تتقون" اتقوا الله في الناس وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.