كنت أنبش بكتب ابنائي التي رجعوا اليها في دراستهم الجامعية فوقع بين يدي كتابٌ عنوانه الادارة العامة الحديثة لأستاذ في كلية الاعمال في الجامعة الاردنية. وقد اختار ان يقدم لكل فصل من فصول الكتاب بقول لأحد قادة الادارة والفكر يناسبه ويؤكد على اهميته.

ورأيت بدوري أن اعرض هذه الاقوال بمناسبة انشغال حكومتنا حالياً بموضوع اصلاح ادارتنا العامة متمنين لها النجاح والتوفيق في مسعاها.

يمكننا القول إنه ليس هناك دول متخلفة اقتصادياً، بل هي دول متخلفة ادارياً فقط (بيتر دركر).

لا يعني الاصلاح الاداري مجرّد استبدال أفراد بآخرين، أو اجراءات بغيرها، أو قانون بآخر، وانما يعني وجود فكر اداري حديث وملائم، وقيادات اداريةً مؤمنة بهذا الفكر تتبناه وتتحمس له. (علي لطفي رئيس وزراء مصر الاسبق).

كلما ترسخت أصول الديمقراطية في دولة من الدول ازدهرت اللامركزية الادارية فيها .(مفكر اداري).

ان الموظفين الذين أعطوا الصلاحيات بعد تدريبهم (تمكينهم) وقد جرى تقدير إنجازهم ينظرون الى أعمالهم من منظور مختلف. إذ لم يعودوا يقصرون العمل على تنفيذ ما هو مطلوب منهم ويتعجلون انتهاء دوامهم، بل اصبحوا اكثر انتماءً وولاءً لمؤسستهم ويشعرون بمسؤوليتهم إزاءها. (جورج ديمزكيرتش).

كان أحد شعارات فترة الستينات ينادي بإعادة النظر في حدود الصلاحيات الادارية. أما فرق الهندرة (هندسة الادارة) فهم يحتاجون اليوم الى تبني شعار اعادة النظر في كل البديهيات. (مايكل هامر).

قال جواهر نهرو رئيس وزراء الهند الاسبق مواسياً السفير الياباني في أعقاب الحرب العالمية الثانية: يبدو لي بانه لكي نكون اليوم دولة عظمى لا بد من أن تتوافر لنا ثلاث مقومات: مئات الملايين من البشر، ومساحات شاسعة من الاراضي، ورصيد هائل من الموارد الطبيعية. غير ان السفير الياباني رد قائلاً: أشكركم ياسيدي إلاّ أننا نعتقد أن الحل يكمن تحت القبعة. (مدكور).

واعلم ان السلطان لا ينمي ماله ولا يدر موجوده إلاّ الجباية. وإدرارها انما يكون في أهل الأموال والنظر لهم بذلك. فبذلك تنبسط آمالهم وتنشرح صدورهم للاْخذ في تثمير الاموال وتنميتها فتعظم منها جباية السلطات. (إبن خلدون).

الخلاصة إن النجاح الاداري ومن بعده النجاح الاقتصادي مرتبط بالنجاح الديمقراطي ولا شيىء خلاف ذلك. والديمقراطية لا علاقة لها بالموارد وانما بما هو تحت القبعة لان فيه الفكر الذي يجمع بين الارادة والادارة.