اهلا ومرحبا بك يا رمضان شهرالبر والاحسان ونحن نستقبل موسما عظيما من مواسم الخير والاحسان والعطاء وسوق للتجارة الرابحة مع الله سبحانة وتعالى ومحطة من محطات التزود بالايمان والتقوى وهو شهر الخير الذي اختصة الله بخصال الخير شهر المغفرة والرحمة فاغتنموة بالعبادة وكثرة الصلاه وقراءة القران والدعاء والتعامل مع الناس باللطف والعفو والاحسان والبعد عن العداوة والبغضاء والشحناء بين بعضكم.
شهر رمضان مدرسة لغرس القيم النبيلة والسامية في نفوس المسلمين وبخاصة الشباب والاطفال وهو فرصة ذهبية لتزكية النفس والتحلي بالصفات والاخلاق السامية الحميدة التي بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم ليتممها. ومن القيم التي يغرسها الصيام في نفس المسلم قيمة المراقبة وتقوى الله عز وجل، يقول تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). سورة البقرة: 183.
شهر الصيام يغرس في نفس المسلم الكثير من المعاني والقيم منها قيمة الإحسان بكل معانيه، ومنها الإحسان بمعنى الخشية والخوف من الله عز وجل، واحسان الانسان لنفسة بالايمان والعبادة والاستقامة ومن صور الإحسان في شهر رمضان، الإحسان في التعامل مع الآخرين بكف الأذى وبذل المعروف، ومنها الإحسان في التعامل مع جميع المخلوقات وقيمة الصبر بأنواعه وهي الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على البلاء، والصبر على إيذاء الآخرين، والمسلم يصبر ابتغاء الأجر من الله عز وجل.
السخاء والجود من ابرز القيم الصفات والمعاني في الشهر الفضيل والمسارعة في مساعدة المحتاجين، والقدوة في ذلك هو الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال: "كان رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجودَ الناسِ، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاهُ في كل ليلةٍ من رمضانَ فيدارسُه القرآنَ، فلرسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجودُ بالخيرِ من الريحِ المرسلةِ". قيمة الرحمة والإنسانية من اهم المعاني ، فشعور الإنسان بالجوع والعطش لساعات معدودة في اليوم مع توفر الطعام والشراب يذكره بالعطشى والجوعى الذين لا يجدون شربة ماء أو لقمة تقيم أودهم وتحفظ حياتهم، ويدفعه ذلك الشعور إلى مساعدتهم وتخفيف معاناتهم، وفي الصيام تجسيد لمعنى التكافل والتعاون، وتجسيد لمعنى الأخوة في الإنسانية والأخوة في الدين، نسال الله العلي القدير ان يكون نصيبنا جميعا نصيبا وافرا من المغفرة والرحمة.