عمان ورام الله في خندق واحد
د. دانييلا القرعان
02-04-2022 01:00 AM
عبارة واحدة، يمكن أن تلخص لنا نتائج زيارة العمل القصيرة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني يرافقه ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله قبل أيام الى رام الله، العاصمة السياسية للسلطة الوطنية الفلسطينية، فقد أكد جلالته في هذه الزيارة أن الأردن سيبقى واقفاً الى جانب الأشقاء الفلسطينيين أمام التحديات وداعماً لحقوقهم، ثم قالها بوضوح أكثر مخاطباً الجانب الفلسطيني «نحن الأقرب إلى بعض وفي نفس الخندق».
أتت هذه الزيارة بالتزامن مع تطورات سياسية متسارعة الوتيرة حدثت في الأيام الأخيرة سواء في المنطقة أو على حدودها، فهناك اجتماعات تمت في شرم الشيخ والعقبة والنقب، وهناك تداعيات الصراع الروسي الأوكراني وأثره على أزمة الغذاء العالمي، وهناك بوادر لتوقيع إتفاق جديد مع ايران، عدا عن التصعيد الحوثي في حربه ضد السعودية، بالمقابل، تلمس القيادة الأردنية فتوراً في الجهد الأمريكي حيال عودة المفاوضات الفلسيطينة الإسرائيلية، وحصول إستغلال اعلامي اسرائيلي بارع لمسألة إنشغال الإدارة الأمريكية في الأزمة مع روسيا من حيث تسريع علاقات التطبيع مع الدول العربية واستثماره بحجة توحيد جهود التعامل مع الملف الإيراني وهو الأمر الذي يتم حالياً على حساب استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
أما توقيت الزيارة، فقد أتى كرسالة اردنية تعني أن الأردن، سيظل يمتلك ورقة علاقاته الناجحة مع الجانب الفلسطيني، وأن رؤيته إزاء القضية الفلسطينية أنها ذات أولوية دائمة على جميع قضايا الإقليم الأخرى، فبدون حل لهذه القضية فلن ينعم أحد بالأمن والاستقرار، وأن الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب وخاصة في القدس تعيق فرص تحقيق سلام شامل ودائم تحلم به شعوب المنطقة. كما تؤكد الزيارة على دور الأردن المستمر بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني المتمثل في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
من جهة أخرى، تأتي هذه الزيارة بهدف زيادة التنسيق فيما يتعلق بالجهود المبذولة لضمان استمرار تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتمكينها من أداء مهامها ضمن تكليفها الأممي، وبهدف تعزيز الأمن الغذائي بين الأردن وفلسطين وتنسيق إجراءات مواجهة آثار الأزمة الأوكرانية على المنطقة.
متطلبات أن نكون بخندق واحد، جعلت من هذه الزيارة زيارة تاريخة بحق، فقد شارك في اجتماعاتها جلالته وولي العهد ووفد اردني رفيع المستوى، الأمر الذي واجهته القيادة الفلسطينية بالكثير من التقدير والاهتمام والاعتزاز، فالجمود الحاصل في مفاوضات السلام لا يمكن قبوله، ولا يمكن تحريكه الا بتوحيد المواقف بين البلدين الشقيقين، الأردن وفلسطين.
(الدستور)