احياناً نربط القضاء بالاستقلال، ونعتبر ان اهم ميزة تضمن سلامة الجهاز القضائي هي استقلاليته، وفي نفس الوقت نربط الصحافة بالحرية، واظن ان الصحافة مثل القضاء تحتاج لاستقلالية اكثر من الحرية.. بحكم ان الحرية تحتمل النسبية بالمقابل، فالاستقلال مصطلح يحمل في معانيه عدة تفسيرات قد تكون الحرية من ضمنها.
زمان حين كنت مراهقاً كانت لي اوقات محددة للعودة الى المنزل واذا تأخرت يحسم (القايش) المسألة.. وحين كبرت وصار لي اقران.. واشتد زندي وغافلني بزوغ الشنب، صار الاتصال الوحيد الذي يأتيني من ابي هو (جيب معك سندويشات فلافل وانت جاي).
واظن ان الاعلام الاردني قد بلغ سن الرشد تماماً.. ولكنها السلطة الابوية والتي تعني الخوف على الابن وهو خوفر غير مبرر، او تعني ان الابن قد يأتي لأهله بالمشاكل.. اذا لم يراقب.
في حديثنا عن الاعلام نخطئ في وصف حاجاته.. فالأصل ان ننادي باستقلاليته لا ان نطالب بحريته.. واستقلاليته تعني الخروج من سلطة الحكومات ولكنها لا تعني الخروج على مسار الدولة ابداً.
في حياتي.. انا مستقل في كل شيء حركتي، ويدي على مقود السيارة واذهب اينما شئت واتناول ما اشتهي من طعام ولكني حين امسك القلم احس بأن ثمة حدود وقوانين غير مكتوبة تحد من مسارات الكلام.
.. هل سيرى كلامي النور؟!. لا اعرف..؟؟؟؟!
hadimajali@hotmail.com
الرأي