عمون - استذكرت الزميلة الإعلامية المهندسة عروب العبادي الذكرى السادسة لوفاة والدها.

وقالت الزميلة العبادي في مقال لها، " في يوم ما كنت اعشق الربيع، هذا الزائر الأخضر خفيف الظل الذي ننعم فيه بالنسيم العليل "اللي يسلم ع القلب" فصل اللوز وزهره. الفصل الذي تلد الأرض فيه بعد حملٍ طويل. دام لثلاثة فصول: الخير والشمس وفرحة الاهل والأطفال الذين اختبأوا فيه عن برد الشتاء. كنت اعشق الربيع نعم كنت اعشق الربيع. حتى جاء ذلك التاريخ الأقسى على قلبي الذي قلب حياتي رأساً على عقب، الاول من نيسان في فجر ذلك اليوم رحل ابي".

وتاليا نص المقال:

في يوم ما كنت اعشق الربيع، هذا الزائر الأخضر خفيف الظل الذي ننعم فيه بالنسيم العليل "اللي يسلم ع القلب" فصل اللوز وزهره، الفصل الذي تلد الأرض فيه بعد حملٍ طويل، دام لثلاثة فصول : الخير والشمس وفرحة الاهل والأطفال الذين اختبأوا فيه عن برد الشتاء.

كنت اعشق الربيع نعم كنت اعشق الربيع، حتى جاء ذلك التاريخ الأقسى على قلبي الذي قلب حياتي رأساً على عقب "الاول من نيسان"، في فجر ذلك اليوم رحل ابي ذلك الرجل الحنون الطيب صاحب المبسم الاجمل والقلب الأحن والمزاج الأصعب.

اليوم وبعد ستة سنوات على الرحيل لا زلت احسبه الامس غادرنا فمنذ رحل رحلت البركة ورحل الأمان ابي اخبرك اليوم بأنني وامي واخوتي واحفادك بأحسن حال نستشعر نِعم الخالق علينا ونُحدِّث بها لأنك علمتنا ذلك لكن كل شيء ناقص في غيابك فبهوة البيت ينقصها "حسك" وفرحة الاحفاد تنقصها مباركتك وكل جميل في هذه الدنيا ينقصه يمينك الطاهر وخروجنا الى الحياة ينقصه دعاءك نم قرير العين يا قلبي فجميعنا موفقين بعون الله وبدعواتك وما قدمته لنا.

وما زلنا نغرق فيه من النعم بفضل الله اولاً ثم بفضلك حتى وان كنت تحت التراب الف رحمة لروحك الطاهرة التي لم تعرف النميمة على بشرٍ يوماً والتي لم تعرف الغدر في حياتها فكنت محباً ومحسناً وصديقاً للجميع فقد علمتنا ان نعامل الاخرين بأخلاقنا ونضع للصاحب الف عذر وعلمتنا ان لا يعرف "البوق ولا الغدر" طريقاً الى قلوبنا يوما وان قوبلنا فيه، وعلمتنا ان الوفاء شيمة من شيم الكبار وان شحت.

نم قرير العين يا عمود البيت ابي يا من اجتمعت فيه كل الخصال الطيبة يا طيّب المظهر والمحضر يا ليّن الجانب يا طاهراً لم يدنسه غبار الدنيا يوماً نم قرير العين وانا ابنتك التي لم ولن تخُن عهدها معك يوماً والتي تعمل جاهدة لتنفيذ وصيتك الأسمى بما اوتيت من قوة نم بسلام وانا اعلم وعلى يقين بأن روحك الطاهرة تبتهل لي ولأمي "الشيخة" كما كنت تناديها، ولإخواني واحفادك بالدعاء دائماً.

ابي يا مهجة القلب ويا وجع الروح، افتقدك بكل لحظة وكأنك رحلت الامس وافتقدك عندما يحضرني حديث دار بيننا يوما من الايام وابكي بحرقة على قساوة فقدك المقرون بالرضى بقضاء الله ابكي عندما اشاركك فرحي وانا اجلس عند شاهد قبرك الطاهر وانت غائب عن هذه الدنيا، ولكن ما يصبرني على هذا وذاك هو شعوري بوجودك في حياتنا جميعاً، في كل لحظة وفي كل موقف.

واعتقد جازمة بأن روحك الطاهرة ترفرف حولنا.. ابوي احنا واياك بخير وانا على يقين بأنك بألف خير.. فلم تقدم بحياتك الا الاحسان.. وهل جزاء الاحسان الا الاحسان.

ابي ملتقانا الفردوس الأعلى بإذن الله.