المؤتمر العالمي لريادة الأعمال .. آفاق عالمية
د. بسام الزعبي
31-03-2022 04:16 PM
على مدار 4 أيام من هذ الأسبوع، حضرت فعاليات المؤتمر العالمي لريادة الأعمال، الذي تستضيفه الرياض لأول مرة، وسط مشاركة عالمية واسعة، حيث يعتبر هذا المؤتمر أكبر تجمع لرواد ورائدات الأعمال في العالم، ويقدم لهم فرصة مميزة للالتقاء مع نظرائهم والاستفادة من تجاربهم، والاستماع لآراء أهم وأشهر الخبراء العالميين، وأكبر صُناع القرار، وسط بحث الجميع عن حلول مستدامة تساهم في صناعة بيئة ريادية عالمية موحدة، حيث جاء المؤتمر تحت شعار: نعيد.. نبتكر.. نجدد.
المؤتمر جمع رواد الأعمال، والخبراء والمستثمرون وصُناع السياسات؛ لوضع خارطة طريق لريادة الأعمال العالمية في مرحلة ما بعد جائحة كورونا، إذ يهدف المؤتمر لبحث إمكانية بناء نظام عالمي موحد لريادة الأعمال بتسليط الضوء على ريادة الأعمال والإبتكار والفرص الاستثمارية، وتمكين صانعي سياسات الأعمال من الاستماع لرواد الأعمال ومعرفة التحديات التي تواجههم بهدف وضع إجراءات أكثر مرونة وتعزيز سهولة واستمرارية العمل الريادي.
مشاركون يمثلون حوالي 180 دولة، وخبراء ومسؤولين حكوميين تجاوز عددهم 150، شاركوا في أكثر من 100 جلسة متخصصة تناولت ريادة الأعمال من كافة جوانبها، وشكلت فرصة كبيرة لاطلاع بعضهم البعض على أفكارهم ومشاريعهم وخططهم للمستقبل وقصص نجاحهم، وسط تفاعل إيجابي كبير، للخروج باتفاقيات وشراكات وصفقات تغير مسار العديد منهم، لأن الجميع يتحدث بلغة واحدة وهي، تطوير الذات واقتناص الفرص وبناء قصص نجاح حقيقية.
التصنيفات العالمية لأفضل 10 دول دعماً لرواد الأعمال لعام 2022 جاءت كالتالي، اليابان، ألمانيا، أمريكا، بريطانيا، كوريا الجنوبية، كندا، سويسرا، سنغافورة، الصين، السويد، والأثر الاقتصادي لريادة الأعمال أصبح واضحاً بشكل كبير على هذه الدول وغيرها، وأصبحت الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة محط اهتمام المستثمرين حول العالم، بل أن العديد من الدول تولي اهتماماً ودعماً كبيرين لرواد الأعمال وشركاتهم، لأنها ترى فيهم وسيلة مهمة وقوية لتعزيز اقتصادها وزيادة حجم ناتجها الاجمالي، إذ أصبحت ريادة الأعمال وسيلة مهمة لتعزيز السمعة الاقتصادية لأية دولة، وهي من أهم الطرق لجذب المستثمرين، إلى جانب أثرها في تشغيل الأيدي العاملة، وخصوصاً في قطاع الشباب الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان في العديد من الدول، وبالذات الدول الناشئة.
الأردن كان حاضراً في هذا الحدث العالمي، حيث شارك ممثلون ومتحدثون من؛ الصندوق الأردني للريادة الذي يستثمر ويقدم الدعم للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة خلال مراحلها المبكرة، وحضر ممثلون من (أويسس 500) التي تعتبر أول مسرعة أعمال للشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تنوي إطلاق صندوق استثماري في السعودية والمنطقة بحجم 30 مليون دولار قريباً.
رواد الأعمال بحاجة لمن يتبناهم ويدعمهم ويطور أعمالهم، فهم محرك اقتصادي قوي أصبح يضع بصمته في مختلف اقتصادات العالم، والدول التي تبنتهم ورعتهم مبكراً؛ حققت نمواً واضحاً في اقتصاداتها، ونحن نأمل أن يعزز الأردن مكانته العالمية في هذا القطاع الاقتصادي المهم والحيوي، وأن يستثمر بقدرات شبابه ويدعمهم ليخدموا وطننا واقتصاده.
الرأي