النظام التعليمي في الاردن والحاجة للتطوير
د. ماجد محمد خليفة
31-03-2022 01:04 AM
رغم التقدم الكبير والقفزة النوعية التي حققها النظام التعليمي في الاردن على مستوى المراحل التدريسية المدرسية والتعليم العالي الجامعي والمستوى المتقدم الذي وصل اليه هذا النظام على صعيد العالم العربي والمنطقة ورغم كل الشهادات الايجابية التي نسمعها ونلحظها ونشعر بها محليا وعربيا .. الا ان رزمة المنظومة التعليمية بموجبها تحتاج الى غربلة جديدة من خلال وقفة تامل واعادة نظر ودراسة وتمحيص بما يضمن تحقيق نهضة جديدة في النظام التعليمي في كل مراحله ومستوياته ومواقعه وتفاصيلة كافة
ولا بد من اجراء التعديلات اللازمة على هذا النظام التي تجعل منه نظام متطورا يواكب العصر الذي نعيش بكل ما فيه من تفاصيل لكي يكون قادراً على صناعة اجيال تنخرط في مفاهيم التقدم التكنولوجي والعلمي وتستوعبه بشكل جيد يجعلها مؤهلة لخوض غمار المستقبل بجدارة ونجاح الامر الذي ينعكس في النهاية على مصلحة الوطن والمواطن وصياغة جيل متمكن علميا وجريئ في ولوج التخصصات العلمية المتقدمة والمعقدة ان التعديل المطلوب على النظام التعليمي في الاردن يتطلب الخروج من حالة التقليد والتلقين التي يعاني منها هذا النظام والانتقال الى مرحلة التطبيق والعمل وعدم الاعتماد فقط على الامور النظرية التي تعتبر مقتلًا حقيقياً للإبداع والتميز والتطور والتفاعل الخلاق مع المستجدات العلمية والتقنية.
اضافة الى ذلك فان تعزيز العمل الجماعي بروح الفريق الواحد يشكل بندا اساسياً من مجمل البنود التعديلية المطلوبة في هذا النظام والدور المحفز له والتصدي للامور الحياتية بكل مناحيها واركانها للارتقاء بالمجتمع المتمدن والمتحضر لان النظام التعليمي يعتبر اكبر نظام شمولي اجتماعي كونه لا يستثني احد من افراد المجتمع.
وبمقدور كل من يتابع ويراقب هيكلية وانسياب النظام التعليمي يمكن ان يلاحظ ان الكم يطغى على النوع خاصة في عدد الجامعات الاهلية خاصة في مجال تغلغل النظام التعليمي وتدخله وتاثيره المطلوب في تفاصيل الحياة وردع السلبيات الموجودة وتذويبها من خلال التغلب عليها ثقافياً وادبياً و عليمياً بل على العكس نجد في كثير من جامعاتنا تشكيل محاور عشائرية وغيرها اصبح سببا للصدامات العنيفة احيانا ولا يزال النظام التعليمي يفشل في احتوائها والسيطرة عليها وهذه ظاهرة اجتماعية وتعليمية ليست سهلة والموضوع الاخر والذي لا بد من التركيز عليه هو الموائمة والموازاة بين التعليم التربوي والتعليم المهني الذي يفتح افاق ومجالات متعددة تستطيع ان تستقطب جميع ميولات ومواهب الطلبة وبالتالي فتح المجال امام الجميع للانخراط في نظام تعليمي متكامل لا يفلت منه احد الى دروب الانحارف مما يؤدي الى نهضة حياتية شاملة يستظل بها جميع افراد المجتمع.
ويجب ان لا يفوتنا ان نشير الى التعليم في جامعاتنا وعلى الصعيدين الرسمي والاهلي والالتفات الى تحديث المناهج في التعليم وخاصة في مجال التقني والعلمي وما دام اكثر المعنيين في مجال التعليم يتخذون من مناهج الغرب نموذجا لتعديل المناهج … فاني وبكل بساطة لا يسعني القول ان هذه النظرة ( اتخاذ مناهج الغرب نموذجا للتعديل ) قد جاءت للاسف عوراء لا ترى الا من جانب واحد … وخاصة فيما يتعلق بتطوير المناهج في العلوم الانسانية … ولاكننا نتطلع الى الاخذ بعين الاعتبار وبجدية كبيرة الى تعديل مناهجنا العلمية والتقنية بما يتوافق مع الطفرة والثورة التكنولوجية في الوسط التعليمي في الجامعات الغربية … ولدي نموذجين حديثين كانا سببا في تطوير بلدين بصورة سريعة لتقف هاتين الدولتين في مصاف الدول الناشئة … هما دولة الهند ودولة ماليزيا … فقد اخت جامعة حيدر اباد بينها وبين جامعة هارفارد وبذات المناهج العلمية والتقنية … وليس فقط المناهج وانما ايضا في تبادل الخبرات لدى الاساتذة فتخرجت اجيال من الجامعة الهندية بذات المؤهلات العلمية والتقنية التي تخرجت منها اجيال علمية في الولايات المتحدة الاميركية… وكذلك جامعة كوالالمبور عندما اخت بينها وبين جامعة ( MIT ) بذات الاسلوب في المناهج العلمية والتقنية وكذلك خبراء التعليم في الجامعة … فتخرجت مجموعات من هذه الجامعات على درجة عالية من الكفائة والتقدم العلمي التقني … وهم الذين يقودون التقدم التكنولوجي في ماليزيا التي اصبحت مضرب الامثال في سرعة تقدمها … ومن البديهيات ان ناخذ اي خطة تطويرية في نظام التعليم في الاردن بعين الاعتبار التركيز على النوعية لصقل الاجيال الشابة وصناعة قادة المستقبل في الجامعات التي يجب ان تواكب النهضة التعليمية المتوخاة