زيارة جلالة الملك إلى رام الله جاءت تزامنا مع انعقاد قمة النقب هي رسالة واضحة وتؤكد على موقف الاردن الثابت بأن الاردن منخرط ومعني بشكل رئيسي لا لبس فيه بالقضية الفلسطينية ومعني ان تكون القضية حاضرة وبقوة في اي لقاء او مؤتمر سواء كان عربيا او اقليميا او دوليا، والاردن ليس معنيا المشاركة باي لقاء لا تكون فلسطين هي المحور على جدول الأعمال، وغياب السلطة الوطنية الفلسطينية عن قمة النقب بتأكيد دفعت الاردن إلى إيصال رسالة واضحة بأن الاردن ليس معنيا بالحضور اذا لم تطرح القضية الفلسطينية وبشكل واضح في لقاء النقب . والاردن يتبع سياسة خارجية حكيمة تعتمد على الحياد وبعيدا عن المحاور وذلك لموقع الاردن الجوسياسي القائم على الانفتاح وبمسافة تعطي الاردن القدرة على التحرك والمباراة بحرية مع كافة الاطراف.
والاردن وموقفة من فلسطين تؤكد مواقفة وسلوكة هنا بأن الاردن منخرط في القضية الفلسطينية منذ الثورة العربية الكبرى اي قبل تأسيس الدولة الاردنية حيث قامت الثورة العربية على أسس ومبادئ ثابتة قائمة على توحيد بلاد الشام وإقامة دولة عربية موحدة قوية ليس لليهود اي وجود سياسي ولكن الدول الكبرى قد اخلت بتعهداتها للشريف الحسين. والاردن بقيادة الملك عبدالله المؤسس بقي مدافعا متخذا موقفا قويا واستمر الاردن على العهد والموقف في عهد المغفور له الحسين بن طلال وتعرض لمواقفة الواضحة والغير قابلة إلى التنازل إلى الكثير من المؤامرات والضغود بكل الأساليب لتغيرة مواقفة واستمر جلالة الملك عبدالله الثاني على نفس النهج القائم بضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية واخر هذه الضغود التي مارستة الإدارة الأمريكية الماضية على الاردن من أجل تغير موقفة من صفقة القرن الحصار الذي فرضتة على الاردن وتحمل آثارها الاقتصادية التي لازال الاردن يعاني منها إلى يومنا هذا.
زيارة جلالة الملك وسمو ولي العهد إلى رام الله رسالة سياسية واضحة بأن الاردن في الماضي والحاضر والمستقبل سيبقى الداعم وبقوة ومعني بالحل العادل للقضية الفلسطينية وإقامة دولتة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ورام الله والسلطة الوطنية الفلسطينية هي صاحبة القرار والمحور الرئيسي في الحلول النهائية للقضية الفلسطينية.