نجح جلالة الملك عبدالله الثاني بفرض سلم اولويات للمنطقة بل وبيان مسارها الاسلم للوصول بها وبشعوبها الى ما تصبوا اليه من حياة امنة ومستقرة بحيث تكون قادرة على تطوير موضوعية العلاقات بين مجتمعاتها لتكون هذه العلاقة مبنية على احترام الحقوق التي كفلتها المواثيق والاعراف الدولية وكذلك احترام التنوع الثقافي والحضاري في رحابها التليد بما يجعلها عاملة على وضع اطار جامع لمجتمعاتها وكما يقودها ذلك الى تعزيز المسارات التنموية والتشاركية بين مجتمعاتها.
فان اصل التكوين يبدأ بحل الاشكالات اولا قبل وضع اطر للتصورات وهي نظرية تعمل باتجاه واحد وليس باتجاهين فان حل القضية المركزية للمنطقة ستقود الى طبيعية العلاقة بين مجتمعاتها وكذلك القفز فوق واقع المشكلة لن يقود لحلها او حتى تذويبها في اطار التكوين الجديد الذي مازالت نظرياته تتحدث عن علاقات طبيعية دون حل المشكلة القائمة والتي ستبقى عالقة طالما لم تحل وفق القرارات الاممية.
من هنا كانت مسألة شيطنة القوى النضالية التي تعمل من اجل جلاء المحتل سيخلق مزيد من العمليات التي كان اخرها في تل ابيب كما يزداد الامر تعقيدا اذا ما استمرت مسألة ربط ما يحدث باطر الدواعش وهو امر مستهجن ولا ينطي على اصحاب الفطنة والدراية ولن يفي باحتياجات المرحلة ومتطلبات ما يصبوا اليه الجميع في بناء تكوين اقليمي جديد ينهي الازمة ويحقق الرفعة للمنطقة وشعوبها التي سمئت من مرحلة المراوحة والقرارات الاحادية ولقاءات الاستفزاز التي لا تخدم بقدر ما تعكر صفو المياه وتجعلها آسنة.
ان الاطار الاقليمي الجديد يجب ان لا يتكون بهدف تصدير ازمة المحتل اليه بحيث يجعل من سلطة التكوين الاقليمي الجديد في مواجهة الحركة النضالية الفلسطينية التي تعمل وفق القانون ومرجعياته الاممية من اجل جلاء المحتل ومن اجل حرية شعب مازال يرزخ تحت وطأة احتلال وهو الاخير من نوعه في العصر الحديث الا اذا تم شرعنة احتلال روسيا لاوكرانيا وهو امر تم رفضه من قبل الجميع فلا يجوز الكيل بمكيالين ونحن نتحدث عن قانون ناظم واحد للمجتمع الدولي.
ان زيارة جلالة الملك لرام الله التي حصل بموجبها جلالته على تفويض موقف من الرئيس الفلسطيني عندما قال الموقف الادني يعبر عن موقف فلسطين هي الزيارة التي اوضحت المسار وبينت الطريق وعنوننة بوصلة الاتجاه والذي يجب على الجميع العمل ضمن مساره من اجل بناء حالة اقليمية واعدة يتم تصميمها من وعلى ارضية توافق دون غبن واجحاف او حتى ملابسات فيها تجني هذا كانت النوايا صادقة وتعمل بروح من الشراكة من اجل صياغة حاضر تقوده الاجيال والا فان ما تم رفضه سابقا لن يكون بمقدور ضابط الايقاع مجددا ان يتناوله وسيبقى الملف لديه مرفوض شكلا وهو غير قابل للنظر موضوعا.
تلك هي الصور التي اراد جلالة الملك من ترسيمها ووضع اطارها العام وتوضيح المبتدأ فيها من الجملة وبيان الخبر عند البدء بالصياغة فان التاريخ يسجل مواقف ولا يكتب مبررات المواقف وظروف تكوينها.