دولة الرئيس: وأنا الذي عرفك عن قرب وعرف ما فيك من فكر وثقافة وحرص على أن تكون الأمور في نصابها الصحيح.. عرفتك وأنت تقاتل كي يكون العقل مناط التكليف وأن الأحلام والآمال تتحقّق إذا وجدت الصادقين الذين يسعون إلى تحقيقها.. وعرفتك وأنت تحاول أن تهيكل كلّ مؤسسةٍ –قبل أن تصبح رئيسا للوزراء- هيمن عليها الروتين وغياب الاستراتيجية. وأحسبك اليوم وأنت الرئيس ما زلت على ذات النهج.
اليوم – يا دولة الرئيس – تفاجأ المتابعون والمنشغلون والمشتغلون بالثقافة والفنون من استثناء مؤسسة عريقة هي رابطة الكتّاب والأدباء الأردنيين من اللجنة العليا لمهرجان جرش؛ وهذه سابقة يعتبرها المراقبون خطيرة ولها تداعياتها.. ولكنني ما زلتُ حتى هذه اللحظة أرى أن نسيانًا قد حدث أو خطأً غير مقصود كان له حظٌّ في هذا الاستثناء.
كيف من الممكن أن تُرسم سياسة المهرجان دون هذه الرابطة التي تضمّ في عضويتها كبار المثقفين والمفكّرين والشعراء والروائيين والكتّاب الذين يصيغون على مدار الساعة الوجدان الجمعي للشعب الأردني الذي كلّما حاول العابثون العبث به هبّوا وأعادوا للوجدان اتزانه وحميميته..؟!.
الرابطة – يا دولة الرئيس – كانت وما زالت تتطلع إلى لقائك لوضعك في صورة ما آلت إليه أمورها وهي ما زالت قابضة على جمر الانتماء ولن تتخلى عنه لتتفاجأ بهذا الاستثناء الذي أقطع جازمًا أن لا يد لك فيه لأني أعلم سيرتك ومدى الرجاحة التي تمارسها وأنت تتخذ أي قرار وقد رافقتك في ذلك زمنًا يؤهلني للحكم على ذلك.
لا أريد – يا دولة الرئيس- أن يدخل بين الرابطة المؤسسة الأهم ثقافيّا والأجدر تمثيلًا لكل أطياف الأردنيين ثقافةً وفكرًا ؛ وأي مؤسسة حكوميّة أيّ تشوّه أو إدبار.. الرابطة الآن تمدّ ذراعيها للجميع ولا تستثني أحدًا.. ولا أريد لقرار الاستثناء أن يكون له تداعيات وأنت الحكيم الذي أثق به وصاحب الأمر الذي انتظر ومعي المنتظرون والمهتمون الغاضبون جدًّا أن يعود للرابطة حقّها في عضوية اللجنة العليا لمهرجان جرش خوفًا من التأويلات و التفسيرات والتخرصات.
دولة الرئيس: حمى الله الأردن وأنت اليوم تجاهد فيه ومن أجله.