يخدع نفسه قبل أن يخدع غيره، من يعتقد أن المنطقة ونحن جزء رئيس فيها، ليست في خطر داهم وربما هو وشيك، فالتطورات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، أيقظت شعلة "التحرر" من براثن الظلم والكبر والعجرفة والتعالي على الغير من جانب قوى كبرى.
يبدو "والله أعلم" أن عتبة تشكل عالم جديد خال من هيمنة القطب الواحد قد أخذت موضعها على سطح الكوكب، وأن الشعوب والدول المقهورة بظلم عنصرية ومخططات ظلمة العصر، تنتابها اليوم "صحوة" ضد ظالميها وغاصبي حقوقها المتكبرين ومن يرعاهم هؤلاء ويمدونهم بأسباب القوة، وفي المقدمة منهم، الكيان الإسرائيلي الغاصب.
أردنيا، حسنا فعل الأردن عندما نآى بالنفس عن المشاركة في ما تسميه "إسرائيل" قمة النقب!، وحسنا فعل الملك إذ زار وولي عهده فلسطين في اليوم التالي لتلك "القمة" التي حاول الكيان أن يصنع لها رمزية تخدم مخططاته التي باتت اليوم وبحمد الله أولا، ثم بفعل المقاومة البطلة، في مهب الريح.
شخصيا وحدسي قلما يخطئ، أرى أن المنطقة تنتظر خطرا وشيكا لا مجال لزواله إلا برضوخ الكيان المحتل الغاصب للحق، والجلاء فورا عن الأرض المحتلة عام 1967، والاعتراف الصريح بقيام الدولة الفلسطينية على سائر تلك الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
بغير ذلك، فستشتد المقاومة داخل وخارج الخط الأخضر ولن تتوقف، وستكون وبالا على عدو لم يدخر جهدا في قتل وقهر وظلم الشعب الفلسطيني البطل الصابر منذ أزيد عن سبعين عاما.
سأذهب إلى ما هو أبعد لأقول، إن على دول المنطقة وشعوبها وحكوماتها، وعلى القوى المتبنية الداعمة للكيان الصهيوني حتى وهو يغتصب أرض وكرامة الغير، أن يدركوا، إن أرادوا، أن النهاية قد إقتربت، وأن ما يسمى "إسرائيل" قد إنتهت مهمتها، وأن الكيان المصطنع، باتت نهايته محتومة، وليس الأمر ببعيد، والأيام والشهور لا السنون بيننا.
الله ناصر الضعفاء والمستضعفين في الأرض، من أمام قصدي.