وحدويون .. ولا للكونفدرالية الآن
حازم مبيضين
02-07-2007 03:00 AM
بكل الوضوح الذي عودنا عليه قائد الوطن وبكل الصرامة المعتادة من ملك تربى في المؤسسة العسكرية التي لا تعرف إلا قولا واحدا جاء تأكيد جلالته على رفض طروحات إقامة كونفدرالية أردنية - فلسطينية. واعتباره ذلك مؤامرة على الأردن وعلى الفلسطينيين. وإيضاحه أن مثل هذا الطرح بات مملا وأن لا شيئ سيكون قادرا على تغيير الموقف الاردني من هذا الموضوع حتى لو تعرض لضغوطات ذلك أنه بغض النظر عن ما يفكر به الآخرون فان للأردن مصلحة سياسية واستراتيجية وأمنية في قيام دولة فلسطينية مستقلة تمثل إقامتها الحل الوحيد للصراع العربي - الإسرائيلي.وندرك أن جلالته وجه بتصريحاته هذه رسالة إلى عدة جهات أفصحت مؤخرا وعبر الكثير من الوسائل عن تشجيعها لقضية الكونفدرالية قبل إيجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي غير أن أهداف الداعين تباينت فالبعض رأى فيها إلغاء لدور السلطة الفلسطينية التي يعترف الاردن باصرار أنها منبثقة من منظمة التحرير الفلسطينية التي نؤكد أنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ونعرف أن محاولات الاستقواء عليها أو تهميش دورها تستهدف الذهاب بالحق الفلسطيني الوطني إلى منعرجات ودروب مجهولة .
والمؤسف أن الهدف الشخصي لبعض الداعين للكونفدرالية يبدو شديد الوضوح وإن حاول التخفي وراء الشعارات الوحدوية أو التخلص من الاخطاء التي ارتكبتها السلطة ، فكيف يمكن الاقتناع أن احد كبار دعاة اوسلو وهو أيضا أحد أكبر المدافعين ( سابقا ) عن أحقية منظمة التحرير بتمثيل الفلسطينيين يدعو الآن إلى الغاء هذا الدور الذي ناضل من أجله في وقت يلقي به بنفسه في أحضان تنظيم يدعو هو الآخر إلى دور أردني ( مشبوه ) في تصفية السلطة الفلسطينية ويقدم نفسه على أنه القادر على مساعدة الاردن في هذا الدور الذي يلتقي في نقطته الاخيرة مع ما ترمي إليه اسرائيل من طمس لمعالم القضية الفلسطينية التي ظلت متوهجة بنيران المنظمة.
وإذا كان ابو الحسين شدد على أننا لن نتوانى للحظة عن مواجهة أي مخطط إسرائيلي أو غير إسرائيلي للهروب من تلبية شروط السلام المتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية و إن على من يريد السلام التوقف عن محاولة التهرّب من استحقاقاته ومحاولة الالتفاف على هذه الاستحقاقات بطروحات الكونفدرالية أو غيرها.فان الرسالة هنا تبدو واضحة لحكومة اولمرت التي تواصل المراوغة والمماطلة وتسعى بكل جهدها للتملص من استحقاقات السلام الذي يبدو محتاجا لزعماء تاريخيين لا لمجرد سياسيين يسعون للتمسك بمناصبهم وعيونهم على صناديق الانتخابات المقبلة.
أما محاولات البعض من المختبئين وراء شعارات وحدوية أو اسلامويه لشطب تاريخ طويل وقاس من نضال الفلسطينيين لتثبيت هويتهم الوطنيه مقابل هويات جديدة تنتمي إلى أفكار مستوردة من كهوف التاريخ المنسية فان الاردنيين والفلسطينيين سيتصدون لها بكل قوتهم لافشالها ليس رغبة عن الوحدة وإنما عن رغبة حقيقية فيها على أن تكون مبنية على رضا الشعبين ودون أي انتقاص من حقوق أي منهما ، وإذا عرفنا أن حقوق الفلسطينيين ما زالت في السلة الاسرائيلية صار بمقدورنا أن نفهم لماذا يصر الاردن على عدم الخوض في مسألة الكونفدرالية قبل أن ينال شعبنا الفلسطيني حقوقه الوطنية ولكي لا يتهم أحد هذا الشعب المناضل بالتخلي عن هذه الحقوق لينتقص من حقوق الاخرين.
hmubaydeen@yahoo.com