" الجمعة " الماضية تفاجأتُ باختفاء " الطُّبع " البيضاء التي نظمت من خلالها إدارة المسجد أماكن أداء الصلاة ضمن شروط السلامة العامة.
ولا أخفيكم أنني سعدتُ لاختفاء تلك " البُقع " التي جعلت المصلين يتباعدون بسبب فيروس كورونا.
ولأول مرة منذ 4 سنوات ، يا للسنوات كيف تجري ، أجد نفسي ملتصقا بجاري، بحيث نتوشوش قبل اذان الظُّهر ، لكوننا لا نلتقي الاّ في صلاة " الجمعة ".
وجاء رجل ، وقلت له أن يقترب منا ، فإن امام المسجد طلب منا الغاء المسافة التي كانت لسنوات بيننا.
قال : اصبر شوي ورح نرجع مثل ما كنّا..
يقصد التباعد
حزنتُ لمجرد تخيّل الواقع المؤلم الذي نال من أرواحنا أشخاصا وامزجة وايامَ رعب وخوف وقلق.
وقفنا بعد " الخطبة " واسعدني ان الشيخ كرر العبارة التقليدية " استوا. و تراصوا وسدوا الفُرج" يرحمكم الله.
اكتشفتُ ان قلّة من المصلين يرتدون " الكمامات "
وفي الشارع نادرا ما رايتُ كائنات تحرص على ارتداء الكمامة وكانّ فيروس " كورونا " اختفى إلى غير رجعة.
وفي المساء كنتُ اجلس في " سوبر ماركت " صديقي.. وجاءت سيدة ترتدي الكمامة وسألها صديقي عن سبب غيابها ، فقالت أنها كانت مصابة بـ "كورونا " ، هي ، وابنتها.. والمفارقة أن السيدة تعمل " طبيبة " وابنتها تعمل في " الصيدلية ".
قلت " بيت النجار .. مخلّع "!
قالت : كورونا ما اختفت من حياتنا وان قلّت النسب.
لكن علينا الحذر والأخذ بالأسباب.. وأبرزها عدم التساهل وارتداء الكمامات دائما.
تذكرتُ تصريحات المسؤولين وقارنت بين ما سمعت منهم وما أراه في الشوارع من حالة " سبهللة " ومبالغة في الاستهتار خاصة ونحن لم نزل في طقس بارد والناس بتكحّ وبتعطس.
قلت :
يارب ما نندم.. ونقول :
ياريت اللي جرى ما كان !