انتهت انتخابات الإدارة المحلية بكافة هيئاتها الرؤساء وأعضاء المجالس البلدية واللامركزية. أما أمانة عمان الكبرى فلها وضع خاص كونها العاصمة وتضم الهيئات الدبلوماسية وحوالي 80 % من الفعاليات الاقتصادية، حيث يُعين أمين عمان بموجب قرار من مجلس الوزراء بناءً على تنسيب رئيس الحكومة؛ أما الأعضاء فيتم انتخاب النصف من قبل سكان عمان وحسب المناطق والنصف الآخر يتم بالتعيين.
أهنئ جميع الفائزين في هذه المناصب سواء كانوا رؤساء أو أعضاء المجالس.
وهنا لابد من طي صفحة الانتخابات والبدء في العمل بكل جدية وإخلاص وانتماء وطني في خدمة المواطنين أينما كانوا سواء في البلديات الكبرى أو الصغرى.
حيث يوجد أمام رؤساء البلديات والأعضاء مجموعة من التحديات؛ التحدي الأول: إعادة النظر في تنظيم مناطق البلديات ووقف التوسع العشوائي غير المخطط وإعادة النظر في تنظيم الشوارع ومناطق مرور المركبات والمشاة .....، لعل وعسى يساعد على التخفيف من حدة أزمة المرور والوقوف العشوائي والاستعانة بالخبرات في هذا المجال.
أما التحدي الثاني: الموازنات، والتي تعتبر وثيقة هامة وتتضمن جميع واردات ونفقات البلدية.
في الواقع معظم بلدياتنا أو حتى جميعها تعاني من عجز في موازناتها وبعض البلديات لاتستطيع حتى توفير رواتب العاملين فيها، ونتيجة لذلك تعجز عن تقديم الخدمات الأساسية لسكانها.
التحدي الثالث: البيئة؛ تعاني معظم البلديات من ضعف في نظافة الشوارع، بالرغم من وجود عمال النظافة والسبب في ذلك يعود إلى إما لضعف في الرقابة على هؤلاء العاملين للقيام بواجباتهم بطريقة مهنية عالية أو ضعف قدرة بعض البلديات على تعيين العدد الكافي من عمال النظافة نتيجة للتضخم السكاني في مدننا وزيادة الضغوط على البلديات في تقديم الخدمات الأساسية.
وكلنا نعلم أن هناك العديد من مدننا تعتبر سياحية، لذلك واجب الجميع المحافظة على نظافتها وإعطاء الصورة المشرقة عن بلدنا في الخارطة السياحية العالمية؛ إضافة إلى ذلك لابد من إيجاد مناطق خضراء وحدائق التي سوف تمنح منظرًا جماليًا في مدننا وبالتالي تحقيق التوازن البيولوجي.
التحدي الرابع: أمام رئيس البلدية، تحديات في إيجاد التوازن والتناغم بين أعضاء المجلس حول القرارات التي لابد من إتخاذها والتي تهم السكان وكيفية التعامل مع القضايا والخدمات فهو رئيس الهيئة الحاكمة لمؤسسة البلدية وهو الحارس لسلطاتها التشريعية والإدارية، وأن يأخذ في الإعتبار الاهتمام بسكان البلدية من خلال اقتراح السياسات والبرامج.
أما أعضاء المجالس فتتمحور مسؤولياتهم حول المشاركة في تطوير وتقييم السياسات وبرامج البلدية من خلال اجتماعات المجلس ولجان البلدية المختلفة. وعليهم المحافظة على سرية ما يجري من مداولات في المجلس إلى حين أن يتم نشرها للجمهور.
المسؤوليات كبيرة ونتمنى أن نرى تغييراً إيجابيًا في إدارة بلدياتنا كما أتمنى التوفيق للجميع لخدمة هذا الوطن الغالي في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير حسين حفظهما الله.